و أضاف سماحته مبیناً أسباب هذه الأرجحیة: المداد یضمن بقاء دماء الشهداء. الدلیل الآخر هو أنّ عمل الشهداء یرتبط بجسم العدو أما عمل العلماء فیرتبط بروح العدو، فهم یستندون الى المنطق. عندما یقدم العلماء و الجامعیون و طلبة العلوم الدینیة نحو مجلس العلم تبسط الملائکة أجنحتها فی طریقهم.
کذلک وصف سماحته الحوزة و الجامعة بالاتحاد فی المحیط الاسلامی خلافاً لأوربا و قال: کانت الحوزة و الجامعة فی الاسلام معاً منذ البدء لأنّ ذلک من مستلزمات الحیاة البشریة و نحن نعتبر ذلک واجباً کفائیاً. فی الوقت الذی تدرس العلوم الدینیة فی المدارس الحوزویة قامت تلک المدارس بانشاء و تربیة ابوعلی ابن سینا و خواجه نصیر الدین الطوسی و زکریا الرازی و الشیخ البهائی و أمثالهم. بینما لو نظرنا الى المجتمع المسیحی لرأیناه مشغولا بالحرب منذ البدایة، محاکم تقصی العقائد، توبة غالیلو و إحراق العلماء و نظائر ذلک تشیر الى التضاد و التناقض فالعلم و الدین متضادان برأیهم.
و صرح سماحته: أساس الغرب مبنی على التناقض و أساسنا مبنی على الانسجام منذ البدء. کان للامام الصادق(علیه السلام)تلامذة کثیرون جداً فی الدین و العلوم المختلفة. کانت الحوزة و الجامعة جنباً الى جنب منذ زمن الامام الصادق(علیه السلام). لما اتسعت رقعة العلوم فمن الطبیعی أن ینفصلا عن بعضهما و یعملا بصورة مستقلة، لکنّ العلاقة بینهما یجب أن تستمر، و العدو یرغب بفصلهما.
و أضاف سماحته: لدینا بحث فی الفقه الاسلامی یبتنى على اعتبار العلم الذی یحتاجه البشر واجباً. یعنی إنّ جمیع الجامعیین الوافدین الى الجامعة للتعلم یتلقون الواجب و أنتم أیها الأساتذة تعلمون الواجب.
ان کان المتعلمون کثیرین فالواجب کفائی و الا أصبح عینیاً. بناءاً على هذا نحن لانرى تمییزاً بیننا.
و ضمن إشارة سماحته الى اجراءات الأعداء فی الجامعات و کذلک خطبة رئیس الجمهوریة فی الجامعة قال: ما حدث لرئیس الجمهوریة فی الجامعة مؤلم و ما کان یجب أن یصدر تصرف بهذا الشکل، إنّه یقلل من شأن الجامعة. باب الانتقاد مفتوح لکن یجب أن یکون منطقیاً. أولئک أفراد قلائل فیجب علیکم ـ أیها الأساتذة ـ توجیهم. العدو آخذ بالتغلغل فی الجامعات.
و أخیراً اعتبر سماحته إلقاء الشُبه و المسائل المنکرة طریقین لنفوذ الأعداء و قال: یلقی الأعداء الشُبه أحیاناً فی قالب من العلوم غیر الانسانیة.