لقاء سماحته بجمعیة مکافحة التبوغ

لقاء سماحته بجمعیة مکافحة التبوغ


أعرب سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازى (مدظله) عن ارتیاحه من لقاء جمعیة مکافحة المخدرات و قال:‌ دخلت مسألة مکافحة السجائر مرحلةً جدیدةً، واکتسبت عظمةً وطنیةً رویداً رویداً. بلاشک لا تتیسر هذه المکافحة بدون العظمة الوطنیة و الاهتمام العام.‌

أرى الیوم تحول السجائر الى مخالف للقیم بحیث یعتذر البعض حینما یرید التدخین، و یُمنع التدخین بصورة جدیة فی کثیر من الأوساط مثل الحافلات و الطائرات، و هذا یساعد على جعل السیجارة مخالفةً للقیم.

و أشار سماحته الى کیفیة نشر الثقافة فی هذا المجال و قال: اذا کان من المقرر القیام بعمل رئیسی فی مجال مکافحة السجائر یجب الشروع من المدارس، فیوضع درس فى طیات الکتب بصورة مباشرة أو غیر مباشرة یبیّن مخالفة السجائر للقیم، و الاذاعة و التلفزیون بالذات التی تخاطب 85% من الشعب، فاذا دخلت الاذاعة و التلفزیون هذا المیدان و قامت بالدعایة ضد هذا الموضوع بصورة مباشرة أو غیر مباشرة فسوف یکون ذلک مؤثراً جداً، خصوصاً الدعایات غیر المباشرة تقع مؤثرةً جداً.

تلاحظ أحیاناً بعض الشخصیات فی الأفلام تدخن السجائر و ذلک یعلم الأمور السیئة.

و ضمن إشارته الى أدلة حرمة السجائر تابع قائلا: من الناحیة الشرعیة لیس لدىّ شک أنّ قاعدة لاضرر حاکمة هنا بتمام معناها، و أصل متن قاعدة لا ضرر هو أنّ رجلا کان یملک نخلةً فی بستان غیره، و کان صاحب البستان یسکن مع عائلته قرب ذلک البستان. کان ذلک الرجل یدخل البستان بین الحین و الآخر لتفقد النخلة و بدون سابق علم، و أحیاناً کان یرى زوجة صاحب البستان و هی غیر مرتدیة للحجاب، و بعد التنبیه عدة مرات شکى زوجها ذلک الى النبی(صلى الله علیه وآله)، فقال النبی(صلى الله علیه وآله) لصاحب النخلة: لک الحق فی العبور الى نخلتک لکن بعد الاعلام و قول کلمة یاالله، قال: لاأقولها، قال النبی: أنا أعطیک عشر نخلات، قال: لا أرید، قال النبی: أعطیک نخلةً فی الجنة،قال: لا أفعل ما تقول، فقال النبی لصاحب البستان: اذهب و اقلع نخلته من الجذر فإنّه إنسان مزعج و متعب.

حسناً هذا الضرر ناشی من کون رأس المرأة مکشوف أحیاناً، فتأتی قاعدة لاضرر لتحول دون حصوله، و الآن هذه السیجارة التی تجلب مائةً و عشرین نوعاً من الأمراض، و تبتلع یومیاً ثلاثة آلاف ملیار توماناً، تتطلب مبلغ ستة ملیارات توماناً لتغطیة تکالیف العلاج، فاذا لم تکن قاعدة لا ضرر حاکمةً هنا فأین یمکنها ذلک.

یقول الامام الصادق(علیه السلام): کل ما أضر بالمجتمع و الناس فهو حرام، و السجائر إحدى مصادیق ذلک، لأنّها بالاضافة الى الأضرار الجسدیة و الاقتصادیة تکون مقدمةً للاعتیاد. زد على ذلک إنّ إحدى الأصول السائدة فی الاقتصاد الاسلامی منع کل شیء مضرٍّ.

و ضمن إشارته الى سبب عدم إفتاء العلماء الآخرین بحرمة التدخین تابع قائلا: أتصور أن لم یفتِ البعض بذلک فبسبب عدم اطلاعهم الکافی على الموضوع، یجب أن نضع المعلومات الکافیة بین أیدیهم، یجب أن یقدم المجلس و الدولة و وسائل الاعلام و وزارة التربیة و التعلیم و الجامعات على ذلک، حتى معدّی الافلام أی إقدام جماعی و اذا حصل قصور فی هذا المجال سوف تضیع الثروات و یبتلى الشباب ـ الثروة المهمة - باستعمال المخدرات أیضاً، و تهی الأرضیة للتبعیة للأجانب

الوسوم :
captcha