أخذ سماحته فی هذا اللقاء إسراف بعض الدوائر الحکومیة بنظر الاعتبار و قال: تنشر فی بعض الصحف مطالب تبعث على الیأس بین الناس، فمن باب المثال تنفق الوزارة الفلانیة أو الوزیر الفلانی عدة مئات ملایین التومانات لتزیین و زارته، أو أنففت ملیارد تومان لإفتتاح التنظیمات الفلانیة، إنّ لهذا آثاراً سلبیةً. و أضاف سماحته: یوجّه هؤلاء الأفراد بهذه التصرفات ضربةً لکم و لجمیع الأجهزة، و یقول الناس ذهبت الضرائب التی أخذت منا هدراً فی الوقت الذی ندفع تلک الضرائب للبنى التحتیة للبلاد، إذن یجب الإنفاق بعقل، و الوقوف بوجه المصارف الإضافیة.
قسّم سماحته التکالیف و النفقات المدفوعة من قبل الناس الى قسمین و قال: للناس نفقتان، أحدهما النفقة الخاصة المتعلقة بالمنزل، و الأخرى النفقة العامة المتعلقة بالمدینة و المحافظة و الدولة; النفقات داخل المنزل یدفعها الأفراد شخصیاً، و النفقات العامة یجب تقسیمها على الجمیع حتى نشهد تقدم و عمران بلدنا.
و أضاف آیة الله العظمى مکارم الشیرازی: السید الذی یؤسس مصنعاً عظیماً و متجراً کبیراً فی هذه المملکة و ینتفع منها، یعلم طبعاً أنّه لم یستطع کسب هذه المنافع لوحده، بل إنّ قوات الأمن الداخلی وفرت الأمن، القوات المسلحة وقفت أمام الأعداء، و أدّت الأجهرة الأخرى خدمات مختلفةً کلّ بحسبه، و بعد تظافر کل تلک العوامل حصل السید المذکور على أرباحه. بناءاً على ذلک یجب علیه أداء دیونه للأشخاص الذین أعانوه و مکّنوه من الحصول على الأرباح. أکد سماحته على نشر الثقافة فی قضیة الضرائب و اعتبرها مهمةً جداً و قال:
أولا یجب أن تکون الضرائب عادلة، ثانیاً یجب أن یعلم الناس أین تنفق الضرائب المأخوذة منهم، و هذا واجب وسائل الإعلام، لأنّنا نتصور أحیاناً أنّ کلّ ما هو واضح لنا واضح للناس أیضاً، فی الوقت الذی نکون نحن فی الصدر و نرى، بینما یکون الناس خارجاً و لایرون، لذا یجب توضیح طریقة إنفاق الضرائب لأولئک.
إعتبر سماحته کذلک أسلوب الضغط و التهدید لأخذ الضرائب أسلوباً غیر مناسب، و ضمن توضیح موضوع أنّ دافعی الضرائب لیسوا مجرمین حتى یلاحقوا قال: بدل أن تضغطوا على الناس و ترسلوا مبعوثاً و تهددوا بختم متاجرهم بالشمع الأحمر، دعوا الناس یملأوا وثیقة البیان بأنفسهم، یجب أن نسلک طریق المحبة و المرونة عند أخذ الضرائب، و نحصل على ثقة الناس و دافعی الضرائب، فإذا روعیت تلک النقاط لایبقى لدینا مشکلة باسم الفرار من الضرائب فی المجتمع الاسلامی، و یعطی الناس الضرائب عن رغبة.
و أخیراً إنتقد سماحته التعامل التجاری مع الأعمال الثقافیة و قال: ثمّة مجموعة من التنظیمات الثقافیة الدینیة فی مملکتنا یُرى تعامل أجهزتنا معها أحیاناً کالتعامل مع المتاجر، عندما یرى الناس ذلک یقلقون و یقولون التعامل مع القضایا الثقافیة و التجاریة على حدٍّ سواء فی الجمهوریة الاسلامیة.
یجب أن یترسخ هذا الطرز من التفکر فی جمیع الدوائر أعم من البلدیة و الأمور المالیة و هو عدم التعامل التجاری مع القضایا الثقافیة.
یجب سوق الضرائب باتجاه العائدات الضخمة، و إعفاء طبقات المجتمع الضعیفة من دفع الضرائب قدر الإمکان، و قد أخذت فی الآونة الأخیرة إعفاءات بنظر الاعتبار و هذا جید.