و أضاف سماحته: للأسف یستغل بعض الأفراد الإنتهازیین المتمرّسین کلّ اسم مقدس، فقد استغلوا اسم قرض الحسنة هنا و هناک لإنجاز مقاصدهم الدنیئة و أوجدوا مشکلةً.
و أکمل قائلا: یستغل البعض کلّ اسم مقدس، فقد أطلقوا على أنفسهم الاسم المقدس للامام الجواد(علیه السلام)، یستفیدون من العناوین المقدسة ثم یطلبون نفعاً مقداره 28%، إنّهم یفوقون الربویین المحترفین، و یقفون خلف الاسم المقدس لقرض الحسنة.
قال سماحته: إذا لم یذهب هؤلاء الغیر مؤهلین جانباً فسوف تتعرض جمیع هذه التنظیمات الى صفعة قویة.
و أضاف سماحة المرجع: بما أنکّم تتمتعون بمکانة خاصة فمن المحتمل أن لاتتعرضوا لمشکلة، لکنّ أغلب مؤسسات قرض الحسنة العادیة تضررت و خسرت نتیجةً للإستغلال و التعسف.
و أکمل سماحته: وصلت الحالة الى أن تقول الدولة یجب أن تصبح مؤسسات قرض الحسنة تحت إشرافنا، و یجب أن تطبّق برامجنا. کذلک أوصِیَ بعض مسؤولی قرض الحسنة بتشکیل هیئة أمناء من طرفهم للاشراف لیکونوا مستقلین و لایُجبروا على أن یصبحوا مؤسسة حکومیة أو تحت إشراف الدولة.
قال آیة الله العظمى مکارم الشیرازی: التعامل الجید فی الإسلام أفضل من المساعدة المادیة، فتعاملکم الجید یؤدی الى إزدیاد أجرکم، الجمیع یتوقع تعاملا مناسباً من المؤسسات الدینیة.
قسّم سماحته خدمات مؤسسة قرض الحسنة للتعبویین الى قسمین مادی و معنوی و قال: أنتم تقدّمون خدمات جمّةً للناس و للشباب بالذات عن طریق إعطاءکم القروض بلا أخذ فائدة، و استرداد التکالیف فقط، و من جهة أخرى تدعون الى الإسلام.
قال سماحته: بعد إنتصار الثورة تمّ إحیاء بعض سنن الإسلام المندرسة. و أضاف: کانت سنة قرض الحسنة موجودة قبل الثورة لکنّها محدودة جداً، بسبب عدم وجود برنامج منتظم، و کان الناس یخشون إعطاء قرض الى أحد لقلقهم من مسألة الضمانة، و بعد أن إنتصرت الثورة تمّ إحیاء سنّة قرض الحسنة بصورة واسعة.
إعتبر سماحته إجرإت مؤسسة قرض الحسنة للتعبویین مفیدة و مؤثرة جدّاً و قال: یجب القول لله درّکم أیّها الأعزاء على انجاز هذه البرامج المفیدة و البنّاءة.
أشار سماحته الى آیات من القرآن الکریم و قال: یکون الله جلّ و علا طرفاً للحساب فی موردین، الاول أمام الشهداء و الآخر قرض الحسنة، و هذا یشیر الى أنّ مقام قرض الحسنة مقام رفیع فتتساوى آیا تهامع آیات الشهداء.
و قال سماحته: قرض الحسنة أهمّ من الانفاق، لأنّ الانفاق محدود، بینما لاقیود فی قرض الحسنة فتشمل الأشخاص المحترمین الغیر مستعدین لتحمّل أعباء الانفاق، کلّ ما یفعل فی هذا الطریق لائق.
و أضاف سماحته: الاسلام یفکر فی الناس و المحتاجین بالذات; یملک الاسلام خططاً لحلّ مشاکل البشر، فإذا أنجزتم واجباتکم بصورة صحیحة یتعلق الناس بالاسلام أکثر.
و أکمل سماحته: إذا تلقّى الناس ضربةً من هذه المؤسسة و أسیء التعامل معهم ارتکب عملان قبیحان فی آن واحد، الأول حصول مخالفة مباشرة فی عملکم، و الآخر یقال هذا من عمل المسلمین، التعبویین، الثوریین، و المتدینین.
و قال آیة الله العظمى مکارم الشیرازی: إذا إرتکبتُ مخالفةً تعدّ مخالفتین، الأولى أصل تلک المخالفة، و الأخرى تعرّض أصل عقائد الناس الى ضربة. ففی الظروف الحالیة یجب الاجتناب عن المکروهات و المباحات.
و أضاف سماحته: یأمل الناس أن تکون جمیع تصرفاتکم و أفعالکم نابعةً من الإسلام لأنّکم ثوریون و تعبویون و أهل جبهة، فیجعل الناس جمیع أعمالکم مع عوائلکم تحت عدسة المجهر.
یجب أن یکون جمیع ذلک بسیطاً و إلاّ تتزلزل أسس عقائد المجتمع.
و أخیراً قال سماحته: تکون مسؤولیتکم على قدر ترقّیکم، فلا ینفصل هذان الاثنان عن بعض، و لا یمکن أن یکون لدیکم مسؤؤلیة و لاتتحملوا القیود.