یقول أمیرالمؤمنین علی(علیه السلام): کانت حیاة الأنبیاء و أولیاء الله ملیئة بالمشاکل و الهموم. و صرّح سماحته بعد ذکر مثال: المسألة المهمة أن یتربى الانسان و یستحکم فی طیّات الغم و الحزن. یقول الامام علی(علیه السلام): تکون جذوع الاشجار التی تنمو على سواحل الأنهار ضعیفةً وغیر میتنة لکنّ الاشجار التی تنمو فی البوادی و وسط الزوابع و القحط تصبح قویةً و ذات جذوع متینة; إذن تفرز المشکلات إنساناً ذا شخصیة، فاضلا، مقاوماً، قویاً و موفقاً، و أنا آمل أن یتربّى من بینکم أشخاص فی المستقبل القریب و یجدوا مکانتهم فی المجتمع، قال سماحته بشأن حادثة الزلزال الألیمة لمدینة بم:
أزعجتنا حادثة بم کثیراً عندما سمعنابها کما لو ابتُلی أعزائنا، المسلمون غیر منفصلین عن بعض بل مرتبطون مع بعضهم، إذا تکدّر أحدهم إنزعج الباقون لذلک، على کلّ حال قُدّر أن تقع هذه الحادثة لکن مقابل ذلک یمکنکم أن تُهذّبوا وتنشأوا بمتانة و تدرسوا جیداً و تتوکلوا على الله و تطلبوا حلّ مشکلاتکم من الله تعالى فهو حلاّل المشاکل. و ضمن إشارته الى أنّ عدداً کبیراً من شباب و یافعی مدینة بم وصلوا الى سنّ التکلیف أو هم على أعتاب ذلک، قال سماحته: بعضکم الّذین وصلوا الى سنّ البلوغ و البعض الآخر الّذین على أعتاب البلوغ یجب أن یتبعوا مجتهداً فی الأحکام الشرعیة، و هذا هو التقلید، کما تذهبون الى الطبیب عندما تمرضون; فلسفة التقلید هی أن یسأل الانسان عن الشیء الذی لایعرفه من الشخص العارف به و یعمل طبق ذلک.
و أضاف سماحته موصیاً الشباب: سعادتکم أیّها الشباب مرهونة بخمس أشیاء: الأول أن تذکروالله دائماً لأنّ ذکر الله ینوّر القلوب، الثانی قدّموا الخدمات لعباد الله، الثالث إجتنبوا الأصدقاء الغیر مناسبین، الرابع لاتشترکوا فی مجالس السوء فإنّ الاشتراک فی مجالس الإثم إثم، و الخامس حاولوا الصلاة فی أول وقتها فإنّها تحل المشاکل و تضیء میدان الحیاة.