لقد أشار القرآن الکریم فی آیات عدیدة الى عوامل النصر، فقال: «ان الذین قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل علیهم الملائکة أن لاتخافوا»
فای انسان اذا ما اعتمد فی حیاته برنامجین، فسوف تتنزل الملائکة علیه و تبشره بان لایخاف بعد ذلک و لا یقلق من أی شیء.
و البرنامج الاول: هو التوکل على الله و الاخلاص فی النیة و عدم الاعتماد على غیره سبحانه و تعالى.
و الثانی: هو الاستقامة و الثبات على هذا الطریق. فعندها سیکون النصر حلیف هذا الانسان.
و أشار سماحته الى المعاناة و الصعوبات التی واجهت الرسول الاکرم(صلى الله علیه وآله) فی زمان دعوته للاسلام، فقال: إن تحمل الأزى و الصعاب و الاستقامة و الثبات التی أبداها الرسول الکریم(صلى الله علیه وآله) کانت السبب فی غلبة القرآن و بسط نفوذه فی أرجاء العالم.
و فی عصرنا الحاضر رأینا کیف أن حزب الله فی لبنان استطاع بصموده و صبره و ایمانه ان یهزم الصهانیة و الانتصار علیهم فی جنوب لبنان.
و نحن فی ایران، انتصرت ثورتنا الاسلامیة عندما اقترن ایماننا بالثبات و الصبر و مواصلة المسیرة حتى النصر.
و أضاف سماحته: ان العاملین المذکورین یعدان من العوامل اللازمة للنجاح و الموفقیة فی الحیاة الدنیویة.
و قال: ان ما کانوا یقولون لنا فی قدیم الزمان بان الکنوز موجودة فی الخرائب، یُعد هذا القول کنایة عن أن الکنز لایمکن الحصول علیه بدون معاناة و صبر و تحمل، فالجهاد و الثبات و ما یرافق ذلک من حوادث، من الأمور التی لابد منها.
و طلاب الجامعة لایمکن استثناؤهم من هذه القائدة، فمن خلال الاستقامة و الثبات یمکنهم الغلبة على المشاکل العلمیة التی تواجههم فی طریق سیرهم الى اهدافهم.
و قد عدّ سماحته تفسیر کلمة الصبر بمعنى التسلیم امام الحوادث بانه من الاخطاء الشائعة و التی یروج لها اعدائنا، و قال:، فی المنطق القرآنی، نرى أن النصر یمکن فی معنى کلمة الصبر، حیث یعنی، الثباب و المواجهة و عدم التراجع امام الحوادث و المشاکل، و ان الصبر على الایمان و الاعتقاد بمنزلة الرأس من الجسد، و ان الجسد اذا فقد الرأس فلافائدة فیه. و کذلک الایمان، فان الایمان بدون الصبر لافائدة فیه و لا خیر فیه.