وفی هذا السیاق، استطاع قائد حزب الله فی لبنان أن یتألق أکثر من ذی قبل؛ فتمکن من استغلال هذه الفرصة المواتیة فی مراسم عاشوراء التی حضرها مئات الآلاف من المؤمنین، وخطب خطاباً رائعاً فکان الحضور ینادون بصوت عال : "هیهات منا الذلة" بشکل أرعب الاسرائیلیین وأرعد فرائصهم. وهذا هو معنى استمرار مدرسة الامام الحسین (ع)، وتأثیر دماء شهداء کربلاء؛ فمرحى له ولکافة المسلمین فی لبنان.
والنقطة الثانیة هی أن النظام الاسرائیلی الغاصب یرتکب هذه الأیام أبشع الجرائم بحق الفلسطینیین فی غزة؛ فقطع عنهم کافة الامکانات المتاحة بما فیها الماء والکهرباء، حتى بات أکثر من ملیون ونصف الملیون منهم یصارعون الموت. ولیس هدفهم إلا إخضاع الشعب الفلسطینی وإقراره بالتسویة المفروضة علیه.
لکن علیکم أن تعلموا أن المشکلة التی نعانی منها لیست الأوساط الدولیة التی لاذت بالصمت؛ لأنهم أثبتوا سلفاً أنهم عون للظالم وعدو للمظلوم؛ فلا یتوقع منهم شیء یذکر. بل مشکلتنا أن عدداًمن قادة الدول الاسلامیة، حیث استقبلوا بوش استقبالاً حاراً وأهدوا له هدایا ثمینة، والتقطوا معه صوراً تذکاریة، ورقصوا معه، وهم یفتخرون بذلک، وهذا العمل بمثابة إعطاء الضوء الأخضر لاسرائیل لتنتهک جمیع القوانین الدولیة وتذیق الشعب الفلسطینی الویلات.
ففی مثل هذه الظروف، یجب على الشعوب المسلمة رفع صوتها بوجه حکامها؛ لتوقض هؤلاء الحکام النائمین لیقفوا مع الشعب الفلسطینی المضطهد، وإلا فسیختم على جباههم بالذلّ والهوان، وعلیهم أن یدرکوا أن العدو سینقضّ علیهم فی نهایة المطاف.