رسالة سماحته الى المسابقة القرآنیة المنظمة من قبل دائرة تربیة وتعلیم محافظة فارس

رسالة سماحته الى المسابقة القرآنیة المنظمة من قبل دائرة تربیة وتعلیم محافظة فارس


بسم الله الرحمن الرحیم‌ إننا نعیش فی عصر ینتشر الفساد فی کل جانب من جوانبه ، ویستهدف الشریحة الشابة خاصة ، وذلک عن طریق وسائل الإعلام المختلفة کالأطباق اللاقطة والأنترنت والنقال وما شابه .‌  ‌

ونحن جمیعاً نعلم أن منشأ کلّ هذه المفاسد – فضلاً عن المکاسب المادیة اللامشروعة – هی المخططات الاستعماریة والقوى الجائرة فی العالم ؛ فمن البدیهی أن سقوط الشابّ فی فخّ هذه المفاسد یسلب منه القدرة على المقاومة ویجعله سریع الاستسلام فی میادین الحروب ، فتنال هذه القوى المتغطرسة مبتغاها وتحصل على أهدافها الخبیثة .

إن الاسلام الذی یمثل دیناً عالمیاً وأزلیاً جعل حلّ هذه المعضلة بید المسلمین أنفسهم ؛ فقد قال النبی الکریم (ص) : "اذا التبست علیکم الفتن کقطع اللیل المظلم فعلیکم بالقرآن" .

نعم ، إن القرآن سراج وهاج ونبراس منیر ، ما إن یضعه الانسان فی مسیرة حیاته حتى یشقّ حجب الظلمات ، ویرشد المستنیر به الى ینبوع الحیاة الأبدیة . فعلینا أن نهتمّ أکثر فأکثر بقراءة هذا الکتاب السماوی ، ونعی محتواه ، ونطبّق تعلیماته القیّمة .

إن مبادرة دائرة التربیة والتعلیم فی محافظة فارس فی تنظیم مسابقة فی تفسیر القرآن الکریم بین الشریحة المثقفة وتلامیذ هذه المحافظة المحترمة یعدّ ابتکاراً ذکیاً وبنّاءً فی هذا الإطار . کما أن اختیار تفسیر سورة الفرقان وفقاً للتفسیر الأمثل وصولاً الى الهدف العظیم لهو ابتکار آخر ؛ لأن هذه السورة ذات مغزى رفیع للغایة .

ففی مطلع هذه السورة ، ثمة بحوث حول التوحید ونبوة نبینا الکریم (ص) ؛ وفی أواسطها یجری الحدیث عن أخطار أصدقاء السوء الذین یوسوسون فی آذان الشباب المؤمن من أمثالهم لیغووهم ویضلّوهم کی یحیدوا عن الطریق القویم ؛ وفی جزء آخر منها یتمّ التعرض لجملة من القضایا الأخلاقیة حینما یذکر تعالى صفات عباد الرحمن ؛ إذ بوسعها أن تشکل أنموذجاً رائعاً ومفیداً للشباب کافة .

إننی أثمن هذا الانتخاب المناسب وأهنیء القائمین على دائرة التربیة والتعلیم فی محافظة فارس ، وأشدّ على أیدیهم ، سیما المدیر المحترم ، کما وأبارک لکلّ المساهمین فی هذه المسابقة ، داعیاً المولى جلّ وعلا أن یأخذ بأیدی شباب هذه المحافظة کافة الى ما فیه صلاحهم وفلاحهم .

والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته

6ینایر/ کانون الثانی 2008م

 

الوسوم :
captcha