ونحن جمیعاً نعلم أن منشأ کلّ هذه المفاسد – فضلاً عن المکاسب المادیة اللامشروعة – هی المخططات الاستعماریة والقوى الجائرة فی العالم ؛ فمن البدیهی أن سقوط الشابّ فی فخّ هذه المفاسد یسلب منه القدرة على المقاومة ویجعله سریع الاستسلام فی میادین الحروب ، فتنال هذه القوى المتغطرسة مبتغاها وتحصل على أهدافها الخبیثة .
إن الاسلام الذی یمثل دیناً عالمیاً وأزلیاً جعل حلّ هذه المعضلة بید المسلمین أنفسهم ؛ فقد قال النبی الکریم (ص) : "اذا التبست علیکم الفتن کقطع اللیل المظلم فعلیکم بالقرآن" .
نعم ، إن القرآن سراج وهاج ونبراس منیر ، ما إن یضعه الانسان فی مسیرة حیاته حتى یشقّ حجب الظلمات ، ویرشد المستنیر به الى ینبوع الحیاة الأبدیة . فعلینا أن نهتمّ أکثر فأکثر بقراءة هذا الکتاب السماوی ، ونعی محتواه ، ونطبّق تعلیماته القیّمة .
إن مبادرة دائرة التربیة والتعلیم فی محافظة فارس فی تنظیم مسابقة فی تفسیر القرآن الکریم بین الشریحة المثقفة وتلامیذ هذه المحافظة المحترمة یعدّ ابتکاراً ذکیاً وبنّاءً فی هذا الإطار . کما أن اختیار تفسیر سورة الفرقان وفقاً للتفسیر الأمثل وصولاً الى الهدف العظیم لهو ابتکار آخر ؛ لأن هذه السورة ذات مغزى رفیع للغایة .
ففی مطلع هذه السورة ، ثمة بحوث حول التوحید ونبوة نبینا الکریم (ص) ؛ وفی أواسطها یجری الحدیث عن أخطار أصدقاء السوء الذین یوسوسون فی آذان الشباب المؤمن من أمثالهم لیغووهم ویضلّوهم کی یحیدوا عن الطریق القویم ؛ وفی جزء آخر منها یتمّ التعرض لجملة من القضایا الأخلاقیة حینما یذکر تعالى صفات عباد الرحمن ؛ إذ بوسعها أن تشکل أنموذجاً رائعاً ومفیداً للشباب کافة .
إننی أثمن هذا الانتخاب المناسب وأهنیء القائمین على دائرة التربیة والتعلیم فی محافظة فارس ، وأشدّ على أیدیهم ، سیما المدیر المحترم ، کما وأبارک لکلّ المساهمین فی هذه المسابقة ، داعیاً المولى جلّ وعلا أن یأخذ بأیدی شباب هذه المحافظة کافة الى ما فیه صلاحهم وفلاحهم .
والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته
6ینایر/ کانون الثانی 2008م