سماحته یبعث برسالة الى الجولة الأولى من ملتقى الصلاة فی کرمان

سماحته یبعث برسالة الى الجولة الأولى من ملتقى الصلاة فی کرمان


بسم الله الرحمن الرحیم‌ السلام علیکم أیها الأحبة فی هذا المحفل الکریم وأنتم تجتمعون لأداء عمل مهم للغایة ، ألا وهو التبلیغ والدعوة لعبادة هی أم العبادات وأهمها على الأطلاق ؛ إنها الصلاة .‌  ‌

علیکم أیها الأخوة أن تعلموا أن لکل إنسان من وجهة نظر الاسلام أربعة أنواع من العلائق فی حیاته المادیة والمعنویة : علاقته بالخالق ، وعلاقته بالمخلوق ، وعلاقته ببیئته المحیطة به والتی یعیش فیها ، وعلاقته مع نفسه . وقد وضع الاسلام لکل واحد من هذه العلاقات منهجاً وبرنامجاً دقیقاً ، من شأنه أن یوصل الانسان الى السعادة والهناء وأرفع درجات القرب الالهی المنشود اذا ما طبق بصورة صحیحة .

ومن بین هذه الأنواع الأربعة من العلاقات تبرز أهمیة علاقة الانسان بربه ، والصلاة خیر وسیلة لتعزیز وترسیخ هذه العلاقة ؛ إذ إنها تمثل عبادة تطهر روح الانسان من الأدران والأقذار ، وتجلو القلب من صدأ الذنوب ، وتنهى عن الفحشاء والمنکر ، وتغسل غبار المعصیة وتزیله عن وجود الانسان بماءها العذب ، کما أنها تمثل سلّماً للارتقاء الى قمة سماء التقوى والفضیلة والقرب الالهی المبتغى .

ثم إنکم لو ألقیتم نظرة الى السجون ومن فیها من الأشرار والمجرمین وتجار الموت والمواد المخدرة والمحتالین القابعین فی زوایا الزنازین ، لما وجدتم فیهم أحداً من المصلین ؛ إلا أن یکون قد ندم على ما بدر منه ، وشرع بأداء الصلاة فی السجن ، وبهذا ندرک ما للصلاة من أثر عمیق فی الحدّ من ارتکاب أنواع المعاصی والآثام .

والمهم فی الأمر أن تکون الصلاة ذات روح کیما تترتب علیها الآثار المذکورة ، وروح الصلاة هی الحضور إزاء المحبوب ؛ أی على المصلی أن ینسى کل شیء إلا الله حالما یکبر التکبیرة الأولى ویغرق فی مناجاة الباری جل وعلا ، إذ یعبر الفقهاء عن ذلک ب"الحضور القلبی" ، وهذه أصعب مراحل الصلاة ، إلا أنها ممکنة التحقق بالتمرّن والممارسة المتکررة والایحاء وطلب تحققها منه تعالى .

أتمنى علیکم أیها الأعزة أن تستطیعوا نشر ثقافة الصلاة بین کافة شرائح المجتمع ، خاصة الجیل الشاب الذی یفتقر الیها بشدة ، وذلک من خلال البرامج المتنوعة التی تعتزمون تنفیذها .

وأنا بدوری أقدم جزیل الشکر لکافة الأخوة والأخوات المساهمین فی هذا الملتقى والقائمین علیه والمتصدین له ؛ سائلاً المولى العلی القدیر أن یوفق الجمیع ویأخذ بأیدیهم الى شاطیء السلام.

 

الوسوم :
captcha