بمناسبة الفتاوى الصادرة أخیراً ضد الشیعة

بمناسبة الفتاوى الصادرة أخیراً ضد الشیعة


بسمه تعالى‌ غضب المفتیین السعودیین من تمایل الشبّان الوهابیین إلى التشیع‌ إنّ ظاهرة تمایل الشبّان السعودیین نحو الشتیع تزداد حدّة و تتخذ أبعاداً جدیدة یوماً بعد آخر، فقد صرّح المخبرین الثقاة أنّ إمتداد هذه الظاهرة وصل إلى مکة و المدینة أیضاً حیث اعتنق جماعة من شبّان هاتین المدینتین مذهب أهل البیت)علیهم السلام(‌  ‌

إنّ هؤلاء الشبّان عندما رأوا ما علیه الوهابیین المتشددین من وحشیة و عنف و قسوة فی سفک الدماء الأبریاء من جهة، ورأوا العواطف الجیّاشة لدى أتباع أهل البیت(علیهم السلام) من جهة أخرى ودعوتهم للصلح و المحبّة، انجذبوا بدافع الفطرة الإلهیّة لهذا المذاهب.

مضافاً إلى ذلک فإنّ منع مطالعة کتب علماء أهل البیت و التعتیم الاعلامی و الفکری الذی یمارسه الهوابیون تجاه فکر أهل البیت(علیهم السلام) أدّى إلى إثارة حبّ الاطلاع لدى هؤلاء الشبّان و توجههم إلى المذهب الذی تتخذ من حریة البحث و التحقیق شعاراً له.

هؤلاء یرون أن مکتبات الوهابیین تفتقد لأی کتاب من کتب علماء الشیعة فی حین أنّهم یسمعون بأنّ مکتبات الشیعة زاخرة بالکتب الفقهیة و الأصولیة و الروائیة و التاریخیة و الکلامیة لأهل السنّة.

إنّ هذا الاهتمام المتزاید من قبل شبّان الوهابیین بمذهب الشیعة، أغضب المفتیین السعودیین و المتشددین إلى درجة أنّهم فی کل یوم یصدرون فتوى جدیدة ضد الشیعة تتضمن غالباً أنواع التهم و الأکاذیب، و یسبحون أنّهم یستطیعون بهذه الفتاوى الوقوف أمام هذه الأمواج العاتیة، الأموااج التی انتجت حکومة الجمهوریة الإسلامیة و أبرزت الاقتدار العجیب لحزب الله فی لبنان، و هیمنة الشیعة فی العراق.

و أخیراً و کما أذیع فی الأخبار أنّ أحد علماء الوهابیین المتشددین أفتى بجواز الأکل من ذبیحة الیهود و النصارى، و لکن یحرم الأکل من ذبیحة الشیعة، لأنّ عند الذبح ینطقون باسم (یا حسن و یا حسین) بدل (باسم الله) و هذا شرک.

إنّ هذه المقولة الزائفة یستهزىء منها کل شیعی لأنّه یعلم أنّ الشیعة بأجمعهم فی العالم یذبحون الأنعام بقولهم (باسم الله) و یشترط فقهاء الشیعة فی کتبهم بدون استثناء وجوب ذکر (باسم الله) و هذا الأمر إلى درجة من الوضوع أنّ البسملة وردت فی الأدبیات الفارسیة کنایة عن ذبح الحیوان.

ولحسن الحظ أنّ هذه الفتاوى التی تقوم على أساس الکذب و الزیف لیس فقط لم تبعد أحداً عن مذهب أهل البیت(علیهم السلام)، بل کان لها تأثیر کبیر فى نشر و اشاعة الفکر الشیعی و عقائد التشییع.

نحن ننصح هؤلاء بأنّ الأفضل بدلاً من طرح هذه المقولات الزائفة، أن نجلس سویة یتعرف أحدنا على الآخر بشکل أفضل، و نستبدل البغضاء و الأحقاد بالمحبّة و الصداقة و نترک الشبّان أحراراً فی ما یتخذونه من طریق فی حیاتهم و یعملوا وفق ما تقتضیه عقولهم و یحکم به وجدانهم.

(مکتب سماحة آیة الله العظمى مکارم شیرازى (دام ظلّه

 

الوسوم :
captcha