سماحته یبعث برسالةٍ الى ملتقى 'المهدویة والانتظار'

سماحته یبعث برسالةٍ الى ملتقى 'المهدویة والانتظار'


بعث سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی رسالة موجهة الى ملتقى "المهدویة والانتظار" فیما یلی نصّها :‌

بسم الله الرحمن الرحیم

بادیء ذی بدء أبارک عقد مثل هذا الملتقى الرائع لجمیع المشارکین خاصّة المنظّمین الأعزاء والمسلمین أجمع ، وعلى وجه الخصوص محبّی أهل البیت (علیهم السلام) وأتباع المصلح العالمی الکبیر (أرواحنا لمقدمه الفداء) .

إن فکرة ظهور مصلح کبیر للبشریة – کما هو واضح – قد ورد فی تعالیم کافة الأنبیاء الالهین ؛ فجمیعهم بشّروا أممهم بمثل هذا الظهور ، وکانوا من المنتظرین له .

إلا أن هذه الفکرة اتّسمت بشفافیةٍ أکثر فی التعالیم الاسلامیة ، حتى أن علماء أهل السنة یقرّون أن الروایات الواردة عن النبی الکریم (ص) حول ظهور المهدی فی آخر الزمان قد بلغت حدّ التواتر ، هذا فضلاً عن الاشارات الواضحة فی القرآن الکریم .

إن هذه المسألة قد أخذت طابعاً عمیقاً ومؤثراً فی روایات أهل البیت (علیهم السلام) ، حتى أن مسألة ظهور هذا المصلح اندرجت ضمن أهم فصول الولایة ؛ فبقدر ما یزداد الظلم والجور والفساد فی العالم وتکبر الآمال فی انتظار المصلح ، یؤتی هذه الانتظار ثماره ویکون له مردود إیجابی کبیر .

إن هذا الأمل یصوننا من الانهماک فی الفساد والانجرار وراء الملذات التی تعدّ من لوازم القنوط والیأس ، وهذا الانتظار یدعونا الى مزیدٍ من التأهب وتهذیب النفس ؛ ولا شک فی عدم جدوى الانتظار اللفظی دونما اندکاک کامل فیما یدعو له هذا المصلح العالمی الکبیر ، فطالما لم نعمل على تطبیق السلام والأمن والعدل – التی تعتبر من أهداف المصلح الأساسیة – سیکون الانتظار کلمة فارغة من المحتوى . وفی هذا السیاق یتضح المعنى الصحیح للحدیث المعروف :" المنتظر لأمرنا کالمتشحّط بدمه فی سبیل الله" .

نحن نأمل فی أن تشکل هذه الاجتماعات التی یقوم بها الأخوة الأعزاء بهدف تعمیق مفهوم الانتظار نقطة انطلاقٍ نحو إصلاح المجتمع ، والشریحة الشابّة منه على وجه التحدید ؛ لیتسنّى لنا أن نکون جنوداً شجعان وأوفیاء للامام المنتظر (علیه السلام) ومصداقاً للدعاء القائل :" واجعلنا من المجاهدین بین یدیه" .

والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته

27/ 8/ 2007 م

 

الوسوم :
captcha