بسم الله الرحمن الرحیم
نحن إذ ندین بشدة الفتوی العجیبة والبشعة لثلة من علماء الوهابیة السعودیین حول هدم المراقد المقدسة للأئمة الأطهار ،خاصةالحرم الحسینی المقدس ، نعتبر ذلک نوعاً من الفوضی العارمة التی تجتاح العالم الراهن .
إننا نلقی باللائمة علی الحکومة السعودیة ؛ فکیف تسمح لفئة من أتباعها بإصدار فتاوى تحرّض على القتل والاغتیال وإراقة الدماء وإشاعة الدمار وزعزعة الأمن فی العالم ؟
على العالم أن یعلم أنه طالما استمرت الحکومة السعودیة بمدّ ودعم هذه المدارس الخاصة التی تعدّ بؤرةً لهذه الأفکار فلن یهدأ بال العالم قطّ . فیوماً نرى القتل والمجازر للأبریاء فی أفغانستان وآخر فی باکستان واسلام آباد وآخر فی لبنان وآخر فی أوربا ، بالاضافة الى ما نشهده کل یوم فی العراق . ألا یعد التحریض على قتل الأبریاء کما یحصل یومیاً والافتاء بهدم الأماکن المقدسة جریمة من وجهة نظر القانون الدولی ؟ ثم إن حکوماتهم لا تلاحقهم ! لماذا إذاً لا تدین الأوساط الدولیة ذلک ولا تتعقب المسؤولین عنه ؟ ولماذا یلوذ الأمین العام للأمم المتحدة بالصمت ؟
إن کان ساسة البیت الأبیض والصهاینة یحسبون أنهم یستطیعون نیل أهدافهم عبر تسخیر هذه الفئة الضالة فهم مخطؤون لا محالة ؛ إذ أن ذلک یشبه تربیة الأفعى فی البیت ، فقد تعرضوا وسوف یتعرضون لصفعات من هؤلاء المنحرفین .
لا شک ولا ریب أنهم سیملؤون العالم بالفوضى والفلتان الأمنی کما هو دیدنهم ، ومصدر کل ذلک المدارس الخاصة المتواجدة فی السعودیة ومنها الى أفغانستان وباکستان ولبنان والعراق وباقی أنحاء العالم ؛ وعلیه لا بد من تحمیل المسؤولیة المباشرة لهذه التحرکات للحکومة السعودیة .
یجب أولاً مطالبتهم باجراء لقاءات حواریة بین ما یسمى بعلماء الوهابیة وباقی علماء المسلمین لتوجیههم الى أخطائهم وفقاً لکتاب الله وسنة نبیه الکریم (ص) ، ونحن بدورنا مستعدون للحوار الصریح مع هؤلاء القوم بالمنطق الصحیح والمناسب . وإن لم یتسنّ ذلک فینبغی إدانة السعودیة من قبل الأمم المتحدة ومن ثم محاصرتها سیاسیاً واقتصادیاً وممارسة شتى الضغوط علیها من قبیل مقاطعة الدول لها وإعادة النظر فی علاقاتها معها ؛ لأنها تمثل بؤرة للتوترات فی العالم ( مع العلم أن هذا الحکم لا یشمل الوهابیین المعتدلین ).
ثم لدینا کلام وعتب مع علماء الاسلام : حتى متى والى متى یلوذون بصمتهم والاسلام یتعرض الى هجمة شرسة ویوصف بدین العنف ؟ وإلامَ السکوت والاسلام یتعرض للتشویه بکل ما یمتلک من معارف وثقافة غنیة وتعالیم قیمة ؟ ألم یحن الوقت لاجتماع علماء الاسلام لمناقشة وحلّ هذا الموضوع .
إن کان البعض یتصور أن هدف هؤلاء هو الشیعة فقط فان أحداث اسلام آباد وأفغانستان وشمال لبنان أثبتت بما فیه الکفایة أنهم لا یفرقون بین الشیعة والسنة , وعلینا أن نخشى من الیوم الذی لا یمیز فیه العالم بین الاسلام والارهاب !
ولدینا کلام مع حکومتنا أیضاً : نحن نتمتع بعلاقات طیبة مع السعودیة ولا بد أن تکون علاقتنا کذلک ، لکن حتى متى علینا أن ندفع ثمن هذه العلاقات الطیبة ؟ إنهم ینالون من الشیعة فی البقیع ، ویهینون ضیوف الرحمن فی مسجد النبی (ص) ، ویجبرون الزائرین على اقتناء کتب تحوی مختلف التهم والافتراءات والزیف على المذهب الشیعی والمقدسات الاسلامیة ، وکل یوم یقتل عدد کبیر من اخواننا وأخواتنا فی العراق بفتوى هؤلاء وعملائهم ، وهدموا المراقد المقدسة لأئمتنا فی سامراء ، أیجب أن نتحمل کل ذلک ونسکت ؟ لقد طفح الکیل وبلغ السیل الزبى ، والناس ینتظرون اجراءات مجدیة . نحن نطمح الى استتباب الأمن فی العالم أجمع لا فی العراق فقط ، بید أن مواصلة هذا النهج لا یجلب السلام والأمن الى أی نقطة فی العالم ، إن إظهار المودة الى هذه الحکومة له حدود ، نسأل الله تعالى أن یهدی الجمیع الى الجادة الصواب والطریق المستقیم .
22یولیو/ تموز 2007م