رسالة سماحته الى ملتقى مکافحة المواد المخدرة

رسالة سماحته الى ملتقى مکافحة المواد المخدرة


بسم الله الرحمن الرحیم‌ بادئ ذی بدء أبارک لکم أیها الأحبة تنظیمکم لهذا الملتقى العظیم لایجاد الحلول الأجدى فی مکافحة المواد المخدرة ،وأحیی فیکم هذه الروح وأعرب عن امتنانی وتقدیری لجهودکم الطیبة .‌

الحقیقة أن وبال ومخاطر هذا الأمر بدأت تتضح أکثر فأکثر بمرور الزمن ، الى درجة أنه اُمر مؤخراً بعدم غسل أجساد بعض المدمنین الذین فارقوا الحیاة بفعل تعاطی هذه المواد المهلکة خشیة تفسخها وتلاشیها.

نحن نعلم أن هناک دافعین یقفان وراء هذه المافیا الخطیرة: أحدهما المنافع المادیة الهائلة واللامشروعة التی جعلت من المواد المخدرة تجارة مربحة تصب فی جیوب تجار الموت، حیث یشکل قادة العالم وساستهم شطراً کبیراً منهم.

والآخر هو استخدام المستعمرین والمتسلطین على رقاب العالم للمواد المخدرة کوسیلة للقضاء على الطاقات الشابة المقاومة ورفع هذا العائق من طریقهم ، حتى بلغ بهم الأمر أن صار نشر هذه المواد أحد أرکان سیاسة هذه الدول الاستکباریة.

لکن ما هو ثمن کل ذلک ؟ إنه الفناء التدریجی لأجیال البشر والمخاطرة بسلامة کافة المجتمعات الاسلامیة ، وهذا ما لا یمثل قیمة تذکر للمستکبرین فی العالم .

بناء على هذا ، یقع على عاتق ذوی الضمائر الحیة والمثقفین والمدافعین الحقیقیین عن حقوق الانسان النهوض بمستوى المسؤلیة لإطلاع المجتمعات البشریة على هذا الخطر العظیم الذی یهدد العالم وإحداث ثورة فی هذه المجال .

نحن نعلن لجمیع الشعوب المسلمة وشعوب العالم أجمع عن أن الاسلام یحرم کل ألوان التعاون فی اطار المواد المخدرة من زراعة وإنتاج، ونقل وتوزیع، وبیع وشراء ، ودعایة وترویج، بل حتى السکوت عن مخاطرها؛ وعلى کافة المسلمین بحکم وظیفة الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر ووجوب إرشاد الجاهل النهوض لمکافحة ذلک ثقافیاً واجتماعیاً ، ولا ینبغی أن یألوا جهداً فی هذا المجال.

آمل أن تکون جهدکم – أیها الأحبة – فی هذا الملتقى الکبیر بدایة لحرکة جدیدة فی هذا الأمر المهم والحیوی، ومرة أخرى أعرب عن شکری وتقدیری لکم للمساعی الکبیر ة التی تبذلونها فی سبیل إنقاذ المجتمع – لا سیما الشریحة الشابة منه – من مخالب هذا العفریت القاتل ، سائلاً المولى تعالى أن یوفقکم ویأخذ بأیدیکم الى ما فیه الصلاح .

والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته

ناصر مکارم الشیرازی

28 / 6/ 2007

الوسوم :
captcha