بسم الله الرحمن الرحیم وبه نستعین وصلى الله على محمد وآله الطاهرین
قال تعالى فی سورة آل عمران الآیة 103: (واعتصموا بحبل الله جمیعاً ولا تفرقوا).
إنه لمن دواعی السرور أن یعلن عن تأسیس جمعیة اسلامیة لعلماء الشیعة فی أوربا إذ یمثل ذلک حرکة تاریخیة منقطعة النظیر.
وقبل کل شیء أرى من الضروری أن أبعث بخالص تحیاتی العطرة مبارکاً لجمیع العلماء الأعلام الذین اجتمعوا من کافة أقطار العالم فی تلک البقعة ولجمیع الحضور الکریم هناک بمناسبة ولادة هذه الجمعیة المبارکة ؛والأمل یحدونی بأن تتمکنوا من التحرک المفید والمؤثر فی إطار تبلیغ تعالیم الاسلام ومذهب أهل البیت (ع) على وجه التحدید فی کافة أرجاء أوربا تبلیغاً منطقیاً وعقلانیاً .
وأنا أحیی فیکم هذه الوجوه النورانیة وأشعر أننی موجود بینکم ؛فان لم أکن حاضراً ببدنی فأنا حاضر بروحی وقلبی وسطکم 0لما بشرنی أخی العزیز سماحة الشیخ قائم مقامی بتشکیل هذه الجمعیة شعرت وکأننی عثرت على فقید بعد مدة من ضیاعه ؛وقد ضاعفت هذه البشارة فیّ روح الأمل بالنسبة لمستقبل مذهب أهل البیت (ع) فی أوربا.
کما أننی أرى من الضروری أن ألفت انتباهکم الى عدة نقاط:
1- الاسلام دین التفاهم والأخوة ویبرء من کل ألوان الفرقة والتشتت ؛إذ قال تعالى فی سورة الحجر الآیة47 :(ونزعنا ما فی صدورهم من غلٍّ إخواناً على سرر متقابلین) ؛فالأخوة من أبرز صفات أهل الجنة ، فی حین عدّ القرآن الکریم العداوة من صفات أهل النار فقال تعالى فی سورة آل عمران الآیة 38: (کلما دخلت أمة لعنت أختها) .
بناء على هذا ،یقع على عاتقکم أیها العلماء الأعزاء والمبلغین الأوفیاء – فضلاً عن إبداء المحبة والمودة فیما بینکم بأقصى درجاتها – أن تدعوا عامة الناس الى هذا المبدأ الاسلامی الهام ،وتحذروهم من التشتت والتشرذم ، وتوصلوا إلیهم حقیقة أنه یجب على کافة القومیات من الفرس والترک والکرد والعرب والأعراق الأخرى من الباکستانیین والهنود وغیرهم من جمیع القارات –آسیا وأفریقیا وأوربا- أن یذوبوا ویندکوا فی حقیقة الاسلام ،ویقیموا سداً منیعاً کأنهم بنیان مرصوص ،ویدافعوا عن کیان الاسلام وحریم أهل البیت (ع) بکل ما أوتوا من قوة .
على الجمیع – بما لدیهم من اختلافات على الصعید الثقافی – أن یجعلوا الاسلام محوراً ومذهب أهل البیت (ع) منهجاً ویلتفوا حوله ویستنیروا بنوره ویضعوا أقدامهم على الطریق الصحیح للحیاة .
2- نظراً الى استعداد العالم لقبول الاسلام ومذهب أهل البیت (ع) أکثر من ذی قبل نتیجة مروره بعوامل مختلفة ،استثمروا هذه الفرصة الثمینة لعرض الاسلام عرضاً صحیحاً ومنطقیاً ،بل تطبیقه عملیاً عملاً بمضمون الحدیث الشریف "کونوا دعاة للناس بغیر ألسنتکم" ؛فاعرضوا هذا المذهب المقدس على سکان العالم بطیب العمل والمحبة والاخلاص وصدق الحدیث وأداء الأمانة0
3- من أجل صیانة المسلمین والشیعة بالتحدید إزاء أمواج الفساد الأخلاقی وإثارة الشبهات ،یجب النهوض بالمستوى الفکری والدینی لهم عبر عقد ندوات متنوعة لجمیع الأعمار وکافة المستویات ، کما یجب السعی الحثیث لتعلیم مفاهیم القرآن الکریم ونهج البلاغة والأحادیث القیمة لأهل البیت (ع)،لنتمکن من المضی قدماً بانتهاج الاخلاص لتشملنا الهدایة الالهیة وفقاً لقوله تعالى :(والذین جاهدوا فینا لنهدینهم سبلنا).
أکرر تهنئتی للأحبة فی هذه الجمعیة وأسأل لهم التوفیق من الباری عز وجل .