بیان سماحته بمناسبة حلول شهر محرم الحرام

بیان سماحته بمناسبة حلول شهر محرم الحرام


بسم الله الرحمن الرحیم‌ مرة أخرى تطل علینا عاشوراء الامام الحسین (ع) بکل ما تحمل  من عظمنة وجلال ، وتفتح جامعة کربلاء أبوابها لتعلمنا جمیعاً درس الشهامة والتحرر والعدالة وعدم الاستسلام للظلم والجور ، تلک الجامعة التی ترفع شعار " هیهات منا الذلة " .‌

وأساتذة تلک الجامعة هم من الکهول کحبیب بن مظاهر ومسلم بن عوسجة الى الأطفال الرضع کعبد الله الرضیع ، ولکل منهم مقعده الدراسی الخاص .

لکن عاشوراء هذا العام تتمیز عن سابقاتها باقترانها بهجمة ثقافیة ودعائیة شرسة ضد الاسلام من جهة وضد عالم التشیع من جهة أخرى . فبعد أن رأى الصهاینة وحماتهم الغربیون یقظة المسلمین واتساع نطاق المد الاسلامی الهادر ، وشعروا بالخطر على مصالحهم اللامشروعة ، وأحسوا بالنکبة والخسران فی العراق ولبنان ، راودتهم فکرة إشعال فتیل حرب داخلیة بین المسلمین وطوائفهم المختلفة ؛ فاستجمعوا کافة قدراتهم الشیطانیة للنیل من الاسلام اعتماداً على الاعلام المغرض ، حتى استطاعوا بمنتهى الدهشة والتعجب استصدار فتوى تبیح إراقة دماء الشیعة کافة من قبل 38 عالماً من علماء السلفیة المغفلین ، ثم اعتمدوا على جمیع المواقع الألکترونیة والقنوات الفضائیة ووسائل الاعلام المأجورة لنشر هذه الأفکار الخبیثة .

وفی مثل هذه الظروف یجب تنبیه کافة المسلمین الى عدم الوقوع فی هذا الفخ ؛ والمجالس الحسینیة التی تجمع ملایین المؤمنین من عشاق هذه المدرسة خیر فرصة ذهبیة لدعوة المسلمین الى الاتحاد والتآزر ونبذ کل ما یجرّ الى الفرقة والتناحر وکل ما یضع بید العدو الذریعة لمواصلة نهجه التعسفی . بناء على هذا ، ینبغی مراعاة ما یلی :

أولاً – یجب أن تقام مجالس العزاء على أکمل وجه ، لکن ببساطة وبعیداً عن الغلو والکلام الذی یستشف منه الشرک ، وعلى أصحاب العزاء الکرام ترک الأعمال التی توجب وهن الاسلام بنظر الآخرین .

ثانیاً – فضلاً عن إقامة مراسم العزاء التی تعد مدعاة للخیر والبرکة ، على الخطباء المحترمین إیضاح أهداف الثورة الحسینیة لجموع المعزین ، لا سیما الشباب منهم ، والتأکید على أن عاشوراء قضیة خالدة لصراع الحق والباطل ولیست وقعة تاریخیة عابرة .

ثالثاً – على الشعراء والرثاة المحتذین بدعبل والکمیت والفرزدق وأمثالهم مزج قصائدهم بحماس منقطع النظیر مما یجعل هذه المجالس الفاعلة تتحول الى دروس لتهذیب البشر .

رابعاً – فی المناطق التی یقطنها خلیط من الشیعة وأهل السنة على حدّ سواء ، ینبغی الاحتراس من التصرفات المشبوهة للأعداء وعدم السماح بأداء حرکات مغایرة للرأفة الاسلامیة وسارّة لقلوب الأعداء .

خامساً – إن بوسع المسؤولین المحترمین الاستفادة من هذه المجالس لایضاح القضایا التی یحتاج لها المسلمون فی العالم فی الظروف العصیبة لعالمنا المعاصر . وبکلمة واحدة : علینا المبادرة لحل المشاکل المادیة والمعنویة للعالم الاسلامی فی ظل الرایة الحسینیة المرفرفة عالیاً .

 

الوسوم :
captcha