لاشک فی أن مقاومة وصمود وتضحیات حزب الله – زادهم الله نصراً وعزاً وفخراً – فتحت صفحة جدیدة فی تاریخ افتخارات المسلمین على مدى أربعة عشر قرناً ودونت فی سجل دفاعهم عن کیان الاسلام ، مما أثار اعجاب وثناء کافة الأحزاب والشعوب التی أرهقها جور المستکبرین ودسائس الصهیونیة العالمیة .
إن الصمود التاریخی لحزب الله لم یوجب افتخار وعزة عموم شیعة أهل البیت علیهم السلام والشعب اللبنانی من الشیعة والسنة والمسیح فحسب ، بل جعل العالم الاسلامی بأسره والمسلمین فی مشارق الأرض ومغاربها یشعرون بالفخر والمباهاة : ( العزة لله ولرسوله وللمؤمنین ) .
نحن وبمناسبة هذا النصر الالهی نهنیء أولاً امام العصر والزمان مولانا الامام المهدی أرواح العالمین له الفداء ، ثم جمیع مسلمی العالم خصوصاً الشعب اللبنانی العزیز ولا سیما قوات المقاومة ، ونسأل الله تعالى النصر واتحاد الکلمة والاعتصام بحبل الله لجمیع المسلمین .
وبالمناسبة ننصح ونحذر أولئک الذین یسعون لاثارة الفتنة داخل العالم الاسلامی فی هذه الظروف الخطرة وأصدروا فتاواهم ضد حزب الله وجمع من المسلمین وطعنوا الاسلام والمسلمین من الخلف ، ویقتلون کل یوم المسلمین الأبریاء فی العراق ، بأن ینضموا للمسلمین ویتخلوا عن إثارة الاختلاف والفرقة بین المسلمین ، وأن لا یجبروا سکان العالم على عداء المسلمین وحمل دعوة هذا الدین الحنیف محمل سوء .
الآن دور اعادة بناء لبنان بأسرع ما یمکن ، فینبغی على کافة الدول والشعوب المسلمة عقد العزم على اعادة المشردین الى دیارهم واعادة بناء البنى التحتیة المدمرة على وجه السرعة .
وعلیهم ألا ینسوا أن لمجاهدی لبنان الأشاوس حقاً على الجمیع ؛ لأنهم مرغوا أنف الصهاینة بالتراب وأبطلوا أسطورة الجیش الذی لا یقهر ، وحالوا دون ابتزازهم وحماتهم .
وختاماً نعرب عن شکرنا لجمیع المسلمین وشعوب العالم الحرة الذین تبرؤوا بصرخاتهم المدویة من الدولة الصهیونیة اللقیطة ، وأبدوا استعدادهم للدفاع عن مجاهدی لبنان الغیارى ، کما نعرب عن شکرنا للشعب الایرانی العزیز الذی ما انفک یقدم الدعم المادی والمعنوی ، وعلى حزب الله أیضاً أن یضاعف من جاهزیته ویأخذ حذره ؛ لأنه لا ینبغی الغفلة عن مثل هؤلاء الأعداء الذین لا یتقیدون بأی قانون . ( وما النصر إلا من عند الله العزیز الحکیم )
24/5/1385