وأوضح سماحته أنه لا یمکن إطلاق اسم البشریة على عالمنا المعاصر قائلاً : الیوم لا یُرى أی معلم من معالم البشریة على عالمنا الراهن ؛ إذ أسس لدولة متغطرسة فی قلب الدول الاسلامیة وهی تحتجز عشرة آلاف أسیر فلسطینی وتعتبر ذلک حقاً مشروعاً لها , وحینما یؤسر منها جندیان تقیم الدنیا ولا تقعدها.
وشجب سماحته الدعم الغربی اللا متناهی لمطامع النظام الصهیونی الغاصب غیر الشرعیة وأضاف قائلاً : أضحت الدنیا بلا منطق وتسودها لغة القوة , حیث یتحدث اللبنانیون عن تبادل الأسرى فی حین أن اسرائیل لا تبدی استعداداً لإطلاق أسیر لبنانی واحد , وفضلاً عن ذلک تهاجم البنى التحتیة والثروات الطبیعیة للبنان , کما یطالب عملاؤها بإطلاق سراح أسرى جنود الاحتلال .
وعزا سماحته تجاسر العدو الصهیونی الى ضعف المحافل الدولیة أولاً , وعدم تحرک الدول الاسلامیة ثانیاً وقال : إن المحافل الدولیة تمر بحالة سبات , بل لا یختلف حالها عن الموتى ؛ الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولی عاجزان عن القیام بعملٍ ما , إنهما استسلما لغطرسة الدول العظمى .
وتابع سماحته القول : هناک أکثر من ملیار مسلم فی العالم ؛ فینبغی علیهم التعاضد والتؤازر مع بعضهم البعض لوقف هذه الأعمال الوحشیة التی تطال الأبریاء , لکن الجمیع صامت عدا بعض الأفراد المعدودین على الأصابع . آمل أن تنهض الشعوب المسلمة بالأعباء الملقاة على عاتقها فتجبر الحکومات الاسلامیة على التعاطی اللائق مع هذا الموضوع , وإلا فان هذا النظام التعسفی سیأتی علیهم واحداً تلو الآخر .
وفی ختام حدیثه أثنى سماحته على مقاومة الشعب اللبنانی وحزب الله قائلاً : قام حزب الله فی الأیام الأخیرة بما لم یقوَ أی من الدول العربیة على القیام به , بل لم تتمکن تلک الدول من الثبات ستة أیام حتى أدانت حزب الله بدل المحتل . الیوم نشهد أن فئة قلیلة وجهت ضربات قاصمة للنظام الصهیونی اللامشروع ؛ نسأل الله تعالى لهم النصر المؤزر . کما أنوه بأن لمؤمنین الحق فی إنفاق ثلث سهم الامام علیه السلام لترمیم وتأهیل دولة لبنان .