وجه آیة الله العظمى مکارم الشیرازی نداء بمناسبة حلول عاشوراء الحسین (علیه السلام) , اعتبر فیه شهر محرم فرصة مواتیة لیس لأتباع مدرسة أهل البیت (علیهم السلام) فحسب , بل للمسلمین أجمع وقال :
ینبغی على المسلمین فی العالم فی شهر محرم الحرام أن یسلکوا طریق النجاة من مخالب الأعداء وحکام الجور الجهلة , ویتعلموا مبادیء الثورة الحسینیة لیطبقوها مستلهمین ذلک من عاشوراء ؛ یسعى المناهضون للاسلام على مدار السنة لتوجیه ضربة للدول الاسلامیة من داخلها أو خارجها , لکننا نمتلک فرصة استثنائیة لاحباط مؤامراتهم من خلال ملحمة عاشوراء .
وشدد سماحته فی هذا النداء على الالتفات الى النقاط التالیة :
1- حری بالأساتذة الکرام والطلبة الأعزاء فی الأوساط الجامعیة أن یتطرقوا الى أسباب ونتائج هذه الثورة العظیمة , ویصنعوا منها نموذجاً رائعاً للانتصار على الأعداء الذین یهددون ویتوعدون باستمرار باستعمال القوة ؛ فلقد ارتضى هؤلاء الأعداء لأنفسهم أن یعیشوا حیاة القرون الوسطى , ویهددوا أمة بالعقوبات للحیلولة دون حصولها على التقنیة العلمیة ؛ فلماذا لا نفتخر أن نستلهم من الثورة الحسینیة الوقوف بوجه العدو وأخذ حقوقنا کاملة .
2- حری بالخطباء المحترمین – ضمن تحلیل حوادث عاشوراء – لفت أنظار الناس الى أن أعداء الاسلام آلوا على أنفسهم إلا إطفاء نور الاسلام ؛ فنشر الرسوم الکاریکاتوریة القبیحة لنبی الاسلام فی الصحف الدنمارکیة وعدد من الدول الأوربیة الأخرى , وطبع ونشر القرآن المحرف فی أمریکا , والذرائع الواهیة التی یتشبثون بها لمضاعفة الضغوط على أغلب الدول الاسلامیة , والمواقف العدائیة وغیر الانسانیة التی اتخذت حیال الحجاب الاسلامی , کل تلک أدلة على هذه المؤامرة .
یجب على المسلمین – أیضاً – أن یتحدوا مع بعضهم , ویشجبوا هذه الأعمال المقیتة بصوت واحد , ویقفوا بوجه عدوهم ببسالة وشجاعة نابعة من عاشوراء.
3- کذلک حری بالوعاظ والشعراء الأعزة نظم المفاهیم السامیة لکربلاء الحسین شأنهم فی ذلک شأن أقرانهم فی عصر الأئمة المعصومین کدعبل والکمیت والفرزدق , وعلیهم أن یعرفوا الناس بتلک الثورة والأهداف الحسینیة المقدسة , وأن یتجنبوا الأشعار الموهنة والمناسبة لمجالس اللهو والفساد ؛ ثمة قرائن کثیرة ونقل مستند وموثوق یثبت أن العدو یسعى جاهداً عن طریق عملائه المتغلغلین أو المخدوعین الى إظهار حادثة عاشوراء الرائعة بوجه قبیح أو خرافی , وکسر أبهة عاشوراء بالأحادیث المناهضة للشرع والعقل ؛ یجب الیقظة والحذر للحدّ من هذه الانحرافات .
4- ینبغی على من ینظموا مجالس العزاء والهیئات والتکایا أن یتجنبوا الاسراف والتبذیر , وعلیهم أن یرجحوا البساطة وإخلاص النیة على أی شیء آخر , ویحترموا أوقات الصلاة , ویطهروا مواکبهم لتشملهم العنایة الحسینیة .
5- من المتوقع من المعزین المحترمین - ولاسیما الشباب منهم الذین یشکلون الأکثریة- تجنب الأعمال الموجبة لوهن المذهب وإیذاء البدن أو خلع الملابس وسط المعزین وإعطاء الذرائع للأعداء , وبذلک یزیدون من جذابیة هذه المراسم الجلیلة ویعرفون القاصی والدانی بالاسلام ومدرسة أهل البیت (علیهم السلام) .
وفی الختام جاء فی هذا النداء أن بدایة مراسم عاشوراء – خصوصاً بعد تقارنها مع عشرة الفجر المبارکة – تشیر الى أنها ستکون أکثر عظمة وجلالاً وأعمق آثاراً إن شاء الله تعالى ؛ نسأل الله تعالى أن یهب جمیع من یشترک بشکل من الأشکال فی إقامة هذه المراسم عظیم الأجر وجزیل المثوبة .