لم یختص توبیخ الله سبحانه وتعالى بالمشرکین من العرب فقط بسبب عبادتهم الأوثان ؛ لأننا جمیعاً نمتلک الیوم أوثاناً ویعبدها کثیر منا , لکنها لیست من الحجر والخشب .
واعتبر سماحته هوى النفس أخطر من الأوثان الحجریة وقال :
قال الله جل وعلا مخاطباً نبیه الکریم (صلى الله علیه وآله) : " أَفَرَأَیْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ یَهْدِیهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَکَّرُونَ " (الجاثـیة:23) الانسان مطیع لهواه ؛ فلا یعی ولا یدرک شیئاً غیر هوى نفسه , لقد أدى هوى النفس الى عبادة الأوثان على مرّ التاریخ .
وعدّ سماحته عبادة الأموال شکلاً آخر من أشکال الشرک الرائجة الآن وقال : هناک أشخاص یعبدون الأموال نظیر سیاسیی أمریکا والعدید من دول العالم الأخرى الذین لیس لهم رب سوى الدولار ؛ یتذرعون بحقوق الانسان والدیمقراطیة والحریة لینالوا دولارات أکثر , واذا ما کانت هناک دولة لا تعترف بمصالحهم المادیة غیر المشروعة کایران فانها تتهم على کافة الأصعدة , لکن لو وافقتهم الرأی ولم تکن تمتلک شیئاً فانها تمتلک کل شیء بنظرهم .
وأضاف سماحته : عبادة الأموال تبعث على ارتکاب جمیع أنواع الذنوب : الارتشاء , تهریب المواد المخدرة , حروب المستکبرین ضد المستضعفین , شبکات تسوق باسم غولد کویست وأمثال ذلک , فکل هذا ناتج عن اتباع الهوى وعبادة الأموال .