ففی حدیث آیة الله العظمى مکارم الشیرازی یوم الأربعاء الماضی والذی حضره حشد کبیر من طلبة العلوم الدینیة ومختلف شرائح الشعب , وضمن إشارته الى آیات من القرآن الکریم , اعتبر عاقبة البشر کافة هی الفناء والسقوط باستثناء من عمل صالحاً وقال :
یؤول جمیع الناس الى السقوط إلا من اتصف برکنین أساسیین : الایمان والعمل الصالح .
وقال سماحته مشیراً الى الوعد الالهی بالحکومة العالمیة : إنما وعد الله من آمن وعمل صالحاً بالحکومة العالمیة , فان النجاة من الخسران وإحراز حسن العاقبة مشروطة بالایمان والعمل الصالح .
وأضاف سماحته : عدّ النبی الکریم (صلى الله علیه وآله) شیعة أمیر المؤمنین علی (علیه السلام) خیر مخلوقات الله جل وعلا , وهذا یضاعف من المسؤولیات الملقاة على عاتق الشیعة ؛ إذ یجب أن یکونوا مصداقاً بارزاً للمؤمنین وذوی العمل الصالح .
وفی جانب آخر من حدیثه أشار سماحته الى وجود أشخاص ما زالوا یجهلون معنى الاسلام وأردف قائلاً :
أیمکن أن یختلس شخص فی دولة إسلامیة مائتی ملیارد تومان ویرشی بما یقارب الثمانیة عشر ملیارد تومان ؟ ففی صدر الاسلام عندما یوجد مبلغ من مال المسلمین فی دار شخص یغلب علیه السهر لیلاً حتى یعیده الى صاحبه ؛ إن کان ثمة إیمان واعتقاد لما وقعت مثل هذه الحوادث , إن هذا العمل ناتج عن ضعف الایمان .
واعتبر سماحته أن أحد أهداف نبوة نبینا الکریم (صلى الله علیه وآله) ونزول القرآن هو خروج الناس من الجهل والظلام الى النور والضیاء الذی هو العمل الصالح , وقال :
فی ظل الأعمال الصالحة تنعم الحیاة الانسانیة بالبرکة والرخاء وتشع أنوار الحکومات ؛ حیث تدور أغلب الأمور المهمة فی الحیاة الانسانیة حول محور العمل الصالح .
وعدّ سماحته الایمان اعتقاداً داخلیاً بالله والمعاد والنبوة وأضاف : لا یکفی قول الشهادتین فحسب , فالایمان یستقر فی أعماق القلوب ؛ عندما تزرع بذور الایمان فی شخص ینبغی أن یفوح الایمان من تمام وجوده .
وأضاف سماحته : البعض یخشى من المأمور الحکومی ولا یرتکب مخالفة لذلک , بل ینجز العمل المناط به على أتم وجه , بید أنه لا یقیم لشهادة الله وإحاطته بالکون وزناً ولو بمقدار ذلک المأمور .
ووصف سماحته العمل الصالح بتحلیه بالنیة الخالصة وأکد قائلاً : لیس العمل الصالح الزیارة والدعاء والصلاة والصیام فقط , بل کلما قام شخص بعمل مفید – ولو کان صغیراً – وکانت نیته خالصة لله تعالى فقد أدى عملاً صالحاً .
واعتبر سماحته من یقوم بأعمال الخیر من قبیل الاکتشافات والاختراعات وخدمة الناس یؤجر على عمله هذا فیما لو امتلک نیة صادقة لخدمة البشر وحل مشاکلهم وتابع قائلاً :
تارة یروم البعض الحصول على الشهرة والثروة من أعمالهم , وفی هذه الحالة یمنحهم الله عز وجل ما یرومون فی هذه الدنیا ولا یستحقون منه شیئاً یوم القیامة ؛ أما لو کان هدفهم تسویة مشاکل البشر وخدمة الناس فان أجرهم محفوظ عند الله , مهما کان عملهم تافهاً والى أی طائفة وعشیرة کانوا ینتمون .