وکان آیة الله العظمى مکارم الشیرازی قد ابتدأ أولى جلسات تفسیر القرآن الکریم یوم السبت بعد إقامة صلاة الظهر والعصر فی مدرسة الامام علی بن أبی طالب (علیه السلام) , وضمن تأکیده على أن القرآن الکریم یحوی نقاط کثیرة بشأن شهر رمضان المبارک قال سماحته :
إحدى النقاط القرآنیة والعبارات المهمة التی طواها النسیان هی التفکر فی الخلق وعالم الکون ؛ فان تأمل الشخص فی الکون دقائق معدودة ترسخ ایمانه بالله وازداد عشقه له , وفی النتیجة طهر عمله .
وفی معرض إشارته لروایة عن الرسول الکریم (صلى الله علیه وآله) اعتبر أن سعادة الانسان ونجاته فی الدنیا والآخرة إنما تتجسد بالنصر على العدو وأضاف :
إن أساس کل أنواع السعادة فی الفکر والتدبر , ذلک الفکر الذی تکون دوافعه إلهیة وفی سبیل الله ؛ یجب أن نتأمل فی ثلاثة مواضیع : الأول من أین جئنا ؟ والثانی لماذا جئنا وما هو واجبنا ؟ والثالث أین سنذهب ؟ لا ینبغی فی هذه الدنیا اتباع أی شخص أو کلام من دون تدبر .
وذکر سماحته أن استطلاع أحوال الناس والمبادرة لمساعدتهم من خصوصیات الصوم وأردف قائلاً :
إن أساس خلق العالم مبتن على الخیر والسلامة ؛ فان اصیب امرؤ بسوء فلیعلم أنه نتیجة عمله , لقد اسمى الله تعالى بعض الأعمال أعمالاً خیریة کالجهاد والتعلم والرحمة والصبر والثبات والباقیات الصالحات , بید أن جمیع الخیرات قد اجتمعت فی صیام شهر رمضان المبارک .
واعتبر سماحته الصیام سبباً لتربیة الانسان والقرآن سبباً للتعلم وقال :
شهر رمضان شهر التعلم والتربیة ؛ ففیه یربینا الله سبحانه بالصوم ویعلمنا بالقرآن .
وعدّ سماحته الصبر والصلاة عاملین لنجاح وفلاح کافة البشر وتابع قائلاً :
إن الصلاة تشحذ همة الانسان حیال المشاکل والأعداء ؛ فأحد أهم عوامل انتصار الشعب الایرانی المؤمن طیلة السنوات الثمان للدفاع المقدس هی هذه الصلوات والصیام والتوسل بالأئمة الأطهار (علیهم السلام) .