وإذ أشار سماحته فی هذا البیان الى آثار وبرکات الاعتکاف , اعتبر هذه السنةالحسنة أکثر بهاء وتلألؤ مما مضى , وأعرب عن شکره وتقدیره للحضور الرائع للشباب فی هذا المجال .
وفیما یلی نص هذا البیان :
بسم الله الرحمن الرحیم
إن الاعتکاف واحد من الأمور التی وردت فی القرآن الکریم بصراحة , وهو یشبه الحج والعمرة فی بعض الوجوه , کما أن ثوابه یماثل ثوابهما .
فالاعتصام ببیت الله ثلاثة أیام , والانقطاع عن کل شیء , وصیام تلک الثلاثة , وذکر الله والعبادة وتلاوة القرآن لیل نهار , وختاماً الغوص فی أعماق الذات , والتفکر وتهذیب النفس والسعی لإصلاح العیوب ورفع السلبیات , ما هو إلا برنامج عجیب ومدهش لمن یعرف قدر هذه الأیام ویؤدی حقها کما ینبغی .
لقد أولى النبی (صلى الله علیه وآله) أمر الاعتکاف أهمیة قصوى , وذلک برغم أن عمره الشریف لم یکن بالقلیل عندما کان فی المدینة المنورة , حتى أنه قضى ما فاته فی بعض السنین حینما لم یتمکن من الاعتکاف نتیجة الحروب والغزوات الاسلامیة .
بحمد الله تعالى انتعشت سنة الاعتکاف فی السنوات الأخیرة بصورة ملحوظة بعدما طواها النسیان تقریباً ؛ فانتشرت انتشاراً واسعاً ورحبت بها جمیع الفئات والطبقات , وقد کان إقبال الشباب هائلاً جداً , لا سیما طلبة العلوم الدینیة والطلاب الجامعیون والأساتذة برجالهم ونسائهم .
نحن على ثقة بأن سنةالاعتکاف البناءة بوسعها إیجاد تحول جذری فی أوساطنا وخاصة جیل شبابنا الفاعل .