وضمن اشارة سماحةالمرجع الى موضوع الانتخابات التاسعة لرئاسة الجمهوریة وصفها بمیدان الاختبار الالهی وقال :
ینبغی أن یبلو کل من المنتخِب والمنتخَب بلاءاً حسناً ویخرجوا مرفوعی الرأس من هذا الاختبار الالهی .
وشدد سماحته على المشارکة فی الانتخابات بصفتها فریضة الهیة وقال :
لا تشکّوا فی کون الانتخابات واجباً شرعیاً , فتجب المشارکة فیها بصفتها فریضة الهیة ؛ لأنها مصیریة بالنسبة لنا .
وتابع سماحته قائلاً :
حینما یلزم أن یُقرر مصیر الشعب فالشعب أولى بتقریر مصیره من الأعداء والأجانب .
وأوصى سماحته بتحاشی القیام بأی لون من الأعمال المخالفة للشرع فی الانتخابات وقال :
اذا روعیت الموازین الشرعیة فسوف تشملنا الرحمة واللطف الالهی , إنّ احدى المحرمات التی یجب تجنبها مسألة التجریح وذکر المثالب , فلا یجب على أتباع بعض المرشحین أو المرشحین أنفسهم النیل من بعضهم البعض بالتلمیح أو التصریح وبالقول أو الفعل , فعندما تحصل مثل هذه التجاوزات یصاب الناس بنوع من الاحباط والتشاؤم إزاء کافة المرشحین وبالتالی یؤثر ذلک سلباً على سیر الانتخابات أجمع .
واعتبر سماحته النیل من الآخرین وتشویههم من أجل الحصول على آراء أکثر فی الانتخابات عملاً محرماً وغیر اسلامی وأضاف قائلاً :
إنّ هذا العمل یجلب آراءاً أکثر بتصور من یقوم به لکنه فی الحقیقة لا یفضی إلا الى یأس الشعب وقنوطه , فعندما یصاب الشعب بحالة من الإحباط یقول : أولئک الذین لم یکن بوسعهم عمل شیء سابقاً سوف لن یتسنى لهم ذلک فی المستقبل حتماً ؛ إن کان لدینا إنصاف حقاً لأدرکنا أنّ ایران تمرّ بوضع جید فی الظرف الراهن ؛ لکننا مازلنا غیر قانعین .
وضمن اشارة سماحته الى المنزلة الرفیعة التی تتبوؤها الجمهوریة الاسلامیة بین بلدان العالم الأخرى استطرد بالقول :
ماانفک زعماء الاتحاد الاوربی یواصلون مباحثاتهم مع ایران طوال عدة أشهر , فلو لم یکن لدولتنا تلک المکانة فی العالم ما کان هنالک داع لأن تواصل الدول الاوربیة التفاوض معنا , فان دلّ هذا على شیء انما یدلّ على قدرة ایران .
وتابع سماحته قائلاً :
أصبحت ایران الشغل الشاغل لأمریکا , ففی کل خطاب لرئیس جمهوریة أمریکا ووزیرة خارجیتها یتم التطرق الى ایران , هذا بالاضافة الى کل ما ینجز فی الحقل الزراعی وشقّ الطرق وتطویر الجامعات والحوزات العلمیة , والتطور الملفت فی الصناعة والاختراعات , وسبر أغوار التقنیة المعقدة للطاقة الذریة , والوقوف على فنّ تشیید السدود وهلم جراً , بعد کل ذلک کم یجب أن نکون بعیدین عن الانصاف حینما نشکک فی کل ما اُنجز بغیة کسب عدد محدود من الآراء فی الانتخابات المزمعة ؟ نساوم على الدولة مقابل حفنة من الآراء ؟ یستحیل أن یقوم عاقل بکذا عمل .
وأضاف سماحته :
یفد الشعب على صنادیق الاقتراع حینما یشعر بالأمل ؛ تجعلون الناس یصابون بالإحباط ثم تبغون آراءاً أکثر ؟ آمل أن لا یحصل ذلک ؛ ینبغی التحدث عن مشاکل الدولة لکن الى جانب ذلک یجب التطرق الى النقاط الایجابیة من أجل الحفاظ على معنویات الشعب , فهل من الانصاف والوجدان بشیء مقایضة البلاد ونظام الجمهوریة الاسلامیة والاسلام ببلوغ المنصب السلطوی ؟
وفیما یتعلق بسؤال المراجع حول تحدیدهم لمن یجب انتخابه قال سماحته :
لا ینبغی أن نعین شخصاً بعینه رعایة لبعض المصالح , ولیس من الضروری أن اُسأل أنا وأمثالی عن الموضوع , لکنّ واجبنا إراءة الطریق لکم , ولیس الطریق الأمثل الانصات الى الخطابات الراهنة , بل یجب التحری عن خلفیة المرشحین .