لدینا هنا مسألتان:
الأولى هی أنّ کل انتخابات تفرز مجموعةً فائزةً و اخرى خاسرةً فکلما سبّب هذا الامر شجارات دائمةً و مشاحنات و شتائم و تهماً بین الاجنحة المختلفة و ألصق أحدها التهم بالآخر لم یعد هذا بالنفع على بلدهم، المتداول فى کل مکان أنّ المنافس عندما یفوز یبارک له الجمیع و یصافحونه ثم یسعى الجمیع مع بعضهم البعض لحل مشاکل البلد و حتى فى أمریکا برغم عدم سلامة انتخابات رئاسة الجمهوریة حیث وصل الرئیس الى کرسی الرئاسة بآراء قلیلة جداً (25%) و بحکم المحکمة، برغم ذلک وضع المنافسون أیدیهم بید رئیس الجمهوریة و وقفوا خلفه و بذلوا مالدیهم لحفظ هذه القوة العسکریة و السیاسیة و الاقتصادیة.
ألیس من العیب ان تستمر المشاجرات بین الاشخاص الذین یؤمنون بالله و الیوم الآخر و یحبون نظام الجمهوریة الاسلامیة بحیث یستمرون بدق طبول الاختلاف و لایعتنون بمطالب الشعب فى الوقت الذى یکمن لنا عدو قوی یحذّر و یهدّد باستمرار فلایجب جعل المذاق الحلو للشعب مراً بتلک التعبیرات القبیحة، یقول احدهم: لم تکن الانتخابات الادستوراً و حکماً (الحدیث الذى یوجه الاهانة الى أکثر من نصف الشعب) و آخر یعبّر تعبیراً قبیحاً آخراً، الآن أفضل فرصة لأجراء صلح وطنی، ذلک الذی یتمناه کل ابناء الشعب و هو عمل ممکن بالتدبیر و الدرایة و تهمیش الافراطیین.
النقطة الأخرى هی أنّ الناس یقولون أنتم و بقیة السادة قلتم لنا إذهبوا الى صنادیق الاقتراع و أدلوا بآرائکم و نحن أدلینا بآرائنا عن وعی کامل فالآن نوبتکم ان تقولوا لمنتخبى الشعب لاینسوا و عودهم قبل الانتخابات و أن یأخذوا مشاکلنا بنظر الاعتبار، لایمنعهم غرور المنصب و الغفلة الناشئة من الفوز عن الاهتمام بمسائل المجتمع المهمة و خاصة القیم الاسلامیة القلیلة التطبیق یجب ان تُحیا. الشباب ینتظرون الکثیر حیث یواجهون مشاکل الدراسة و العمل و الزواج و السکن، الصفوة المنتخبة لهم مطالب عمیقة حیث یطمحون للسعی للتعویض عن بعض التخلف العلمی و الصناعی و توسیع ثقافة الاستفادة من مصادر الدولة الحیاتیة لأجل إیجاد الرفاه للشعب، یمتلک بلدنا و شعبنا بحمدالله مؤهلات علیا من جمیع الجهات للتقدم و التمیّز بین دول المنطقة و العالم، فیجب على الکل السعی لأیصال هذا الاستعداد الى مرحلة الفعلیة و لنعلم بأنّ الله معنا.