فی هذه الدنیا، أیها الاعزاء، و الذی أخذ ینزل فیها الشر و البلاء کالمطر، و من کل جهة، حیث أخذت قبضة الظالمین الملطخة بالدماء تضغط على رقاب المظلومین و المحرومین، و من أجل الوصول الى أهدافهم المشؤومة، فانهم راحوا یؤججون نار الحروب فی کل بقعة من بقاع العالم، فیقتلون و یحرقون الأبریاء و العُزل من السلاح.
إن التعالیم القرآنیة الداعیة الى الصلح و السلام و الصفاء و المحبة و الدفاع عن المظلومین، تتمتع بنورانیة خاصة.
و مما لاشک و لاریب فیه إنه لاطریق لنجاة الانسانیة مما هی فیه مخاطر لایتم الا بالتمسک بالتعالیم المعنویة التی جاء بها الانبیاء(علیهم السلام)و من بین هذه التعالیم و أفضلها و أسماها، ماجاء به القرآن الکریم، و هذه الحقیقة یدرکها من له أدنى معرفة و اطلاع بالتعالیم التی جاءبها القرآن المجید.
إن التوجه الواسع و التیار العارم الذی عم بلادنا بعد نجاح الثورة الاسلامیة المبارکة، و الذی تمثل فی حفظ و قراءة القرآن و نشر العلوم القرآنیة، و الاهتمام بالنسخ و الخطوط القرآنیة الجمیلة الموجودة فی البلاد، و حفظهاباحسن وجه، یعد من الأمور التی تبعث على السرور و الأمل بمستقبل زاهر و وضاء.
إننی أشعر بالسعادة لو کنت فی صفوفکم لکی أرى عن قرب و أشاهد عن کتب إختراعاتکم و ابتکاراتکم لاظهار هذه الآثار التراثیه بالمظهر اللائق.
و من هنا، و بالرغم من بعد المسافة، فانی أُقدم لکم أسمى التبریکات أیها الاعزاء، یا من تجشمتم العناء من أجل إقامة هذا المعرض. و فی الختام أود أن ألفت نظرکم الى هذه النقطة المهمة و التی أرجو أن تبقى نصب اعینکم دائما.
و هی إن کل هذا یُعد مقدمة فی طریق فهم معانی القرآن و إن هذا العمل یعتبر مقدمة للعمل بالقرآن الکریم. أرجو لکم الموفقیة و النصر و النجاح فی هذا الطریق و فی ظل القرآن الکریم، و السلام علیکم و رحمة الله و برکاته.