کلمة سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی بمناسبة حلول شهر رمضان المبارک

کلمة سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی بمناسبة حلول شهر رمضان المبارک


أبارک لکافة أخواتى فی الدین و مواطنینا الأعزاء حلول شهر رمضان المبارک; شهر الخیر و البرکة و صفاء القلوب و النور، و أعتز بقدومکم لهذه الضیافة الالهیة الکبرى و أسأله عزوجل أن یوفق الجمیع و یفیض علیهم السعادة .‌ و أرى ضرورة التذکیر ببعض الأمور بغیة الاستفادة التامة من هذه الهبة الالهیة العظیمة و هی: 1- قبل کل شیىء فإن هذا الشهر فرصة ثمینة من أجل إعادة النظر فی الأعمال السابقة و إصلاح عیوب النفس و إزالة صدأ الغفلة و الخطیئة عن القلوب، فنغتنم هذا الجو المفعم بمعنویات هذا الشهر الشریف لتحقیق هذا الهدف السامی و نهج سبیل التکامل نحو القرب الالهی.‌

2- من البرکات الأخرى لهذا الشهر الشریف قلع الاضغان و الاحقاد من الصدور و تقویة روابط الالفة و المحبة و زرع بذور المحبة و المودة فی القلوب و الحرکة باتجاه الوفاق الوطنی و السلم العام و الذی من شأنه النهوض بالمجتمعات الاسلامیة بصورة عامة و مجتمعنا على وجه الخصوص و ینقذنا من المطبات و الصعاب التی تعصف بنا، کما تبلور المسائل السیاسیة لتخرج بها من هذه الأجواء الملوثة و تسوقها إلى حیث الهدوء و الاستقرار فتشیع روح الاتحاد و الأخوة و تدخل الیأس على قلوب الأعداء.

3- مساعدة المحرومین و المعدمین و الفقراء و المساکین و الأیتام وصلة الرحم و الصبر و المصابرة و التخفیف من حدة مصائب الآخرین، و بالتالی کل عون إنسانی هو من الوظائف المهمة الأخرى لهذا الشهر العزیز. و أن لاننسى أمواتنا و ذوی الحقوق علینا فنذکر هم بأعمال الخیر.

4- تزوید الشباب و الیافعین بالمبادىء و الأخلاق الاسلامیة و تعریفهم بالتعالیم الدینیة و المفاهیم العالیة القرآنیة و الأدعیة العظیمة الرمضانیة، هو الآخر من الانشطة المهمة لهذا الشهر الکریم. و هی الانشطة التی لو مورست بشکلها الصحیح لأمدتنا بالمناعة و الحصانة تجاه الغزو الثقافی الذی یمارسه العدو تجاهنا

5- المرجو من الأخوة الدعاة و المبلغین و أئمة الجماعات الأعزاء اأن یستغلوا هذا الشهر المبارک من خلال البرامج الصحیحة و المنظمة مسبقا بغیة القضاء على الانحرافات العقائدیة و الفساد الأخلاقی و ذلک بالاستناد إلى الآیات القرآنیة و کلمات أئمة الدین.

6- کلمتنا الأخیرة هی الأمل الذی یحدونا بأن یعرض المراجع و المعنیون بالمسائل الدینیة خطة جامعة بشأن قضیة رؤیة الهلال فی آخر الشهر حتى لایعیش المسلمون - على الاقل فی منطقة - حالة التشتت و الاختلاف، فتقام مراسم العید و صلاته بکل جلال و کمال.

و لا یسعنى فی الختام إلا أن أقول بأنی أدعولکم جمیعا أیها الأعزة و لا سیما فی الأسحار و أسأل الله أن یحل جمیع مشاکلکم، کما أسألکم الدعاء بالخیر و الموفقیة.

 

قم - ناصر مکارم الشیرازی        

الأول من شهر رمضان المبارک1424 هـ

الوسوم :
captcha