کلمة سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی فی بدایة درسه فی البحث الخارج بمناسبة شر

کلمة سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی فی بدایة درسه فی البحث الخارج بمناسبة شر


شهر رمضان شهر تهذیب الأعضاء و الجوارح و حیاة المجتمع و روحه; و لا ینبغی تصور خلاصة العبادة فی هذا الشهر على الصوم، بل هناک عدة عبادات.‌

ثم استطرد سماحته فی إطار إشارته إلى هذا المطلب الذی یفرض على کافة الفضلاء الذین یتأهبون للتبلیغ بالاتیان بالعبادات قائلا: إن هذه الایام تشهد نشاط الدعایة المغرضة للأعداء فی الداخل و الخارج و هی لاتقتصر على الجانب السیاسی فحسب، بل تشتد هذه الدعایة ضد الدین و الثقافة و کأنها موقعة الأحزاب التی إتفقت فیها جمیع عصابات الجاهلیة على محو الاسلام. و بناءا على هذا فلابد من حفر خندق حول أفکار الناس یغلق الطریق على العدو و یحول دون نفوذه، و من ثم قیام الصلحاء من الافراد بوظیفتهم فی الهدایة فیتکلل عونهم بعون الله و مساعدته «إن تنصروا الله ینصرکم».



 

و أضاف سماحته أن التبلیغ وظیفة الانبیاء و الأولیاء و الله سبحانه المبلغ الأول الذی بعث 124000 نبیا قائلا: للتبلیغ بعدان; بعد حکمی هو إرشاد الجاهل، و البعد الاخر هو البعد الموضوعی المتمثل بالامر بالمعروف و النهی عن المنکر، یعنی یعلم الحکم لکنه لایعمل و هذه أیضا وظیفة العلماء.

إن الإخلاص فی النیة هو شرط الموفقیة فی التبلیغ. فان کانت النیة لله جرت البرکات المادیة و المعنویة «فما کان لله ینمو».

ثم و اصل سماحته الکلام بابداء إرشاداته و توجیهاته بشأن التبلیغ و منها:

1- لابد من معرفة لسان المخاطبین «ما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه» و لسان القوم یشمل لسانهم المنطقی و الفکری.

2- یجب أن تتأسى باسلوب رسول الله(صلى الله علیه وآله) فی التبلیغ (بشیرا و نذیرا) فالبعض یکتفی باستعراض آیات الوعید (العذاب) بحیث یدخل الیأس فی قلوب الناس، بینما یبالغ البعض الاخر ببث روح الأمل فى الناس بحیث یثیر جرأتهم على الله.

3- أفضل کلام فى التبلیغ هو التوحید، فقد إقتصرت دعوة النبی الاکرم(صلى الله علیه وآله) فی مکة لعشر سنوات على تبلیغ التوحید «قولوا لا اله الا الله تفلحوا». فلو عرف الناس الله و رسّخوا را بطتهم به و آمنوا بانه یشهد أعمالهم لصلحت سرائرهم. فما سوء العمل الامن إفرازات فساد الفکر و العقیدة.

4- لابد من الخلوص إلى النتیجة العملیة فی الابحاث العقائدیة و نبین تأثیراتها على الحیاة

5- ینبغی التحدث للناس عن مخاطر الذنوب حتى لایتصوروا أن اثار الذنوب تقتصر على القیامة، هذا التلوث بالمخدرات المرعبة و الذی یقود الفتى إلى الفساد و الانحراف فمن آثار الذنوب إهتزاز الثقة و بالتالی فإن نتیجة الافلام و الاقراص الکامبیوتریة هو الفساد و إنهیار الحیاة.

6- السلوک العملی أفضل سبل التبلیغ، فقد کانت أعمال النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) هی الجانب الأعظم من تبلیغاته و دعوته، کما کان ذلک نهج الأئمة(علیه السلام). لابد من عکس المحبة و العطف و الأدب و الورع و التقوى بصورة علمیة للناس، حیث سیکون رد فعل الناس آنذاک «یدخلون فی دین الله أفواجا».

7- لابد من حث الناس على ممارسة دورهم فى الانتخابات، حیث تجهد أبواق دعایة الأعداء لابعاد الناس عن الانتخابات، و ذلک لأن مقاطعة الانتخابات تعنی سخط الناس و عدم إرتیاحهم و بالتالی عدم شرعیة النظام; و علیه فمقاطعة الانتخابات فی الواقع تنسجم و خطة العدو. فهناک موضوعیة للاشتراک فی نفس الانتخابات. و من هنا یجب توعیة الناس فی الادلاء بأصواتهم لصالح الأفراد الذی یتحلون بالایمان و الورع و التقوى; الافراد الذین یفهمون الأمور فیمکنهم حل المشاکل و المعضلات، و لایهم انتماءهم لأی حزب أو جناح. و أخیرا عرض سماحته بالنقد الشدید لعمل الاذاعة و التلفزیون بصفتها أهم وسائل الاعلام فی مجال التبلیغ و لا سیما فی ظل هذه الظروف التی تشهد استاع رقعة إنناع دقعة وسائل الذنب و المعصیة، بل قد تمادت هذه المؤسسة للأسف حتى أخذت تصبح أکثر تلوثا یوما بعد آخر. فهی تبث الیوم ما تشاء باسم إذاعة و تلفزیون الجمهوریة الاسلامیة و الحال لیس هناک ما یمت منها للاسلام بصلة.

الوسوم :
captcha