رسالة مفتوحة من آیة الله العظمی مکارم الشیرازی الی رئیس مجلس الخبراء

رسالة مفتوحة من آیة الله العظمی مکارم الشیرازی الی رئیس مجلس الخبراء


عد التحیة و السلام:‌ و بعد، بعد الشکر و التقدیر للجهود القیمة لسماحتکم و سائر الاخوة الاعزاء فانی رأیت أن أقوم بوظیفتی الشرعی فی بیان أمر، و هو أن من المهام الرئیسیة لمجلس الخبراء تکمن فی الذود عن کیان القیادة، و لا یتسنى ذلک الامن خلال حفظ کیان النظام الاسلامی و ازالة المعوقات عن طریقه. و من المؤسف ما نلاحظه من الحرکة المشبوهة و المسعورة التی تسعى للاخلال بالمبانی الاخلاقیة و افساد جیل الشباب، و لعل هذا السیل الجارف یأتی على الاخضر و الیابس حیث اتساع حرکة تعاطی المخدرات و نشر و توزیع الاقراص الکامبیوتریة الغایة فی الاستهجان بصورة مجانیة أو رخیصة جدا و نشاط المواقع الانترنیتیة ذات التعلیم السیىء و الفضائیات و الصحافة التی تتبنى هذه الامور و قضیة سوء الحجاب التی تتجه نحو السفور و اقامة حفلات الزفاف باسوأ مما کانت علیه فی عصر الطاغوت، بل حتى تلوث مجالس العزاء ببعض الانغام و ما شاکل ذلک، و المؤسف فقد استجد وسط جعل من العسیر ممارسة الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر، حتى استبدل الأمر بحالة انفعالیة و مرعبة خطیرة. فلو استهدف هذا التیار الجارف اخلاق المجتمع فقط لکفى به مصیبة عظمى، الا أن الاوهى من ذلک هو أن القرائن و الشواهد تفید اَن کل ذلک یتم فی إطار محاربة المذهب و تعریة المجتمع من العقیدة و تنحیة الاسلام عن حیاة المجتمع; الامر الذی یمثل فاجعة کبرى.‌

و حقا اَن الفاجعة لتتخذ أبعادا أوسع و أعمق اذا ما اضیف الیها شبح البطالة و أحیانا الفساد الاداری. و دور العدو الخارجی فی هذا المجال مخطط و مبرمح بصورة تامة. حیث کلما غرق المجتمع و لا سیما جیل الشباب فی و حل الفساد تحطمت عرى المقاومة تجاه الحملات الاجنبیة المسعورة لیتمهد السبیل أمام التسلط و الهیمنة. و هذا ما احتذاه العدو المحلی، فقد أدرک هذا العدو أن أفضل سبیل للانقضاض على النظام هو لا أبالیة الناس بالدین و قیمه النبیلة.

أقلم یأن الوقت لارساء البرامج الدقیقة لمواجهة هذه الظاهرة المشؤومة. لا یسعنی الا أن أقولها بصراحة أنی أخشى من تکرار التجربة المریرة للاندلس فی بلدنا الاسلامی حیث تزول روح المقاومة و یتسلط العدو على کل شیىء، فنشمل لاسامح الله بما أنشده الشاعر المعروف آنذاک لآخر حاکم للاندلس الذی بکى اثر ضیاع الاندلس، فانشده قائلا:

 

ابک مثل النساء ملکا عظیماً *** لم تحافظ علیه مثل الرجال

استمیحکم العذر لاطالة الکلام و ربما الکلمات غیر المناسبة التی افرزتها حرقة القلب.

وفقکم الله لمرضاته و ایدکم بتأییداته

الوسوم :
captcha