جواب آیة الله العظمى الشیخ مکارم الشیرازی على أسئلة جمع غفیر من الناس بشأن المصادق

جواب آیة الله العظمى الشیخ مکارم الشیرازی على أسئلة جمع غفیر من الناس بشأن المصادق


توالت الاسئلة من قبل جمع غفیر من الناس على سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی بشأن المصادقة على معاهدة ازالة التمییز عن النساء فی مجلس الشورى الاسلامی. و قد أجاب سماحته کما أوردنا سابقاً فان عدة بنود من هذه المعاهدة تخالف صراحة الشرع الاسلامی و لا یمکن الموافقة علیها. طبعاً حسنة هی القیود التی أضافها ممثلو المجلس حین المصادقة، الا ان هذه القیود قد فقدت فاعلیتها بواسطة المادة 28 التی تسقط کافة القیود التی تتعارض و هذه المعاهدة، و علیه فالمشکلة باقیة و لم تحل و هنا أرى من الضروری لفت انتباه کافة الاخوة الى بعض الامور:‌

1- ان الغرب یسعى لفرض ثقافته على المسلمین کیفما کان الثمن و تحت بعض الاعظیة المزیفة من قبیل الالتزامات الدولیة. و قد أثبتت تجارب السنوات الاخیرة عدم قناعة الغرب سوى بالاستسلام المطلق لیسلبنا هو یتنا الدینیة و الثقافیة و یقضی على عزتنا و استقلالنا. و ما علینا الاصمود و المقاومة اَن اردنا الاحتفاظ بعزتنا الاسلامیة و کرامتنا الوطنیة، و مجابهة کافة الممارسات و الضغوط، فلا ثقة بالامریکان و لا الاوربیین، و لیس هؤلاء بصادقین و لا اولئک.

2- اثبتت التجارب ذات الصلة بالطاقة الذریة انهم و على غرار الاطفال انما یتشبثون کل یوم بذریعة جدیدة بغیة تراجعنا و احالتنا الى أمة ضعیفة تابعة للغیر، انهم لا یسمحون لنا حتى بالدفاع المقتدر عن استقلالنا. و لا یقتصر هذا المنطق الغاشم و الغطرسة على الادارة الامریکیة، فقد رأینا الاتحاد الاور بی و قد اصطف مع الاستکبار بغیة توقیع البروتوکول الاضافی، و علیه فمن السذاجة اَن نعتقد بانهم سیکفون عنا فیما اذا وقعنا معاهدة ازالة التمییز.

3- أثبت تاریخ العقد الماضی اَن الغرب بصورة عامة و أمریکا بصورة خاصة ممتعظة من الصحوة الاسلامیة فی العالم و تنامی شوکة الثورة الاسلامیة فی ایران، فتراها المانع الکبیر لتحقیق منافعها اللامشروعة فی فلسطین و ایران و العراق و افغانستان، و بالتالی فی کافة بلدان العالم الاسلامی، فهی تجد و بمختلف الطرق و الاسالیب من اَجل اضعافها.

و لا شک ان هذه المعاهدة و أمثالها لاحدى تلک الطرق والاسالیب فی تحقیق الهدف المذکور فی اضعاف البلدان الاسلامیة و زعزعة عقائدها و مبادئها.

و علیه فلا بد ان یتحلى الاخوة بالوعی و الیقظة و لا یغفلوا عن المؤامرات التی تحاک ضدهم.

4- لا ینبغی اَن یعتقد الاخوة الاعزاء بان قبول هذه المعاهدة سیحل مشاکلهم. و علیهم ان ینظروا الى وضع النساء فی المجتمعات الغربیة و مدى الاذى الذی یتعرضن الیه من الرجال و ید رسوا التقاریر و الاحصاءات المرعبة بهذا الخصوص، الى جانب تأمل السیاسة الحاکمة فی هذه البلدان و کیفیة سیطرة الرجال على جمیع المقدرات و طرد المرأة من مسیر الاحداث فیتعرفوا عن کثب على هذه المعاهدات و الاتفاقیات المزیفة.

قطعاً اذا طبقت هذه الاتفاقیة فی البلاد فما علینا الا انتظار تصدع الاسر و العوائل و ازدیاد حالات الطلاق و یتم الاطفال و تسکعهم و بروز حالات التحلل و الانحراف.

5- لاشک ان فی مجتمعنا من لایلتزم المقررات الاسلامیة بشأن حقوق المرأة، و علیه لابد من استعادة حقوقها، فلیس هنالک سوى المبادىء الاسلامیة التی تکفلت باعادة المرأة لشخصیتها و عزتها و کرامتها.

والسلام علیکم و رحمة الله و برکاته.

الوسوم :
captcha