بمناسة الذکرى السنویة لهدم قبور أئمة البقیع فی الثامن من شوال ، تعرض سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی فی درس الفقه الخارج یوم الثلاثاء الماضی فی المسجد الأعظم فی قم الى هذا الموضوع لافتاً الى أن هذه الکارثة إنما نتجت عن تطرف علماء الفرقة الوهابیة وسوء فهمهم لبعض مفاهیم الآیات القرآنیة .
وأضاف سماحته قائلاً : إن نشوء الفرقة الوهابیة یعدّ أحد المعضلات والتحدیات الکبیرة التی واجهها الدین الاسلامی المبین على مرّ التاریخ وأفضت الى تخلفه . إن أولئک تسلطوا على العراق الیوم وشوهوا صورة الاسلام بارتکابهم عملیات إرهابیة یندى لها الجبین . ففی حین أن الصهاینة وباقی أعداء الاسلام الذین عقدوا العزم على محو هذا الدین ینعمون برغد العیش ویعیشون بأمن وسلام ، یقتل الوهابیون شیعة العراق إرضاءً لله تعالى !
وبیّن سماحته أن أغلب علماء الاسلام وکبار المسلمین کانوا یذهبون لزیارة أهل القبور ، وقد ذکرت هذه القضیة فی أکثر المصادر الاسلامیة المعتمدة ، وقال : یدرس الوهابیون أتباعهم فی الکتب الدینیة أکثر العقائد ترویعاً وفظاعة ألا وهی ذبح الشیعة ، بالاضافة الى أنهم یستبیحون نفوس وأموال زائری القبور !
وأضاف سماحته قائلاً : یتحدث الوهابیون عن التوحید ومحاربة الشرک ، فیعولون على الآیة الثامنة عشرة من سورتی الجن ویونس لإثبات ما یقولون ؛ فی حین أن هاتین الآیتین یناقضان تفسیرهم الخاطیء .
وشدد سماحته على أن علماء الوهابیین لم یفهموا معنى التوحید والشرک وأعرب قائلاً : الوهابیون لم یستطیعوا أن یدرکوا معنى مفردة ( مع ) فی الآیة 18 من سورة الجن : "فلا تدعوا مع الله أحداً " ؛ هذه الآیة تقول : لا تدعو أحداً فی عرض الله جل وعلا ، لکننا – أتباع أهل الببیت (ع)- نطلب الشفاعة فی طوله تعالى ؛ أی نتوسل بأهل البیت (ع) لیطلبوا بدورهم من الرحمن الرحیم الصفح عنا ؛ نحن لا نطلب المغفرة من الأئمة أنفسهم .
وتابع سماحته قائلاً : حینما لم یستطع الوهابیون إدراک موضوع التوسل والشفاعة وزیارة قبور الأموات أنکروها ورفضوها ؛ الطریف أن محمد بن عبد الوهاب – إمام هذه الفرقة – کان یعتبر القائل بهذه الأمور الثلاثة أسوأ حالاً من الجاهلیة استناداً الى الآیة 18 من سورة یونس . إن الشیعة لا یعبدون أئمتهم ، بل یطلبون الشفاعة منهم ، ویتوسلون بهم . نحن نعی أن الله تبارک وتعالى نهى عن التوسل بالاصنام .
وفی معرض ردّ سماحته على الشبهة الوهابیة القائلة بشرک من یقبّل أضرحة الأئمة الأطهار (ع) أکد قائلاً : إن هؤلاء یستثنون الحجر الأسود من هذا الحکم ویعتبرونه سنة ؛ بینما لیس هناک استثناء فی الشرک .
وأعرب سماحته قائلاً : بعد اتضاح أفکار المسلمین نأمل أن نرى عاجلاً تشیید القبور المقدسة للأئمة المدفونین فی البقیع . وعلى محبی الأئمة الأطهار عدم إعطاء الذرائع الى الأعداء ، ولیصدر منهم التوسل حقیقة أثناء زیارة القبور .
وختاماً أعرب سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی عن أمله فی بناء حرم الامامین العسکریین (ع) فی سامراء بعد استتباب الأمن فی العراق .