أشار سماحة المرجع الديني آية الله العظمى مكارم الشيرازي في مستهل درسه لبحث خارج الفقه الذي عقد في المسجد الأعظم بمدينة قم إلى رواية عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ورد فيها: "ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك"، وأضاف: تعدّ قساوة القلب من الأمراض التي يصاب بها قلب الإنسان، ومن أبرز المصاديق على ذلك، داعش وأخواتها والوهابيون، فالقرآن الكريم شبّه قسوة قلوب بني اسرائيل بالحجارة بل أشد قسوة، حيث أن الحجارة تلين وتبدي مرونة.
وأوضح سماحته "أن القلب قد يبدي مرونة أحياناً، عندما يشاهد مريضاً أو معاقاً أو مفلساً، فيدفع صاحبه للبكاء وتقديم العون والمساعدة، مبيناً أن القلب القاسي المتوحش يتسبب في القتل واراقة الدماء، أما القلب اللين فيتفاعل مع القضايا العاطفية".
وتطرق المرجع الديني مكارم الشيرازي إلى مختلف أبعاد مساعدة اليتيم، معرباً عن أن اليتيم بحاجة إلى غذاء جسدي وروحي، وان تقديم المساعدة له على هذين الصعيدين ينعكس ايجابياً على قلب المُحسن ورقّته، وتعزيز صفاته الإنسانية علاوة على قضاء حاجته.
هذا وأشار سماحته في جانب آخر من كلمته إلى تصريحات بعض المفتين الوهابيين في الآونة الأخيرة حول إسلام الإيرانيين ونعتهم بغير المسلمين، وقال: إنّ طائفة من العلماء ردّوا على هذه الاتهامات عندما قالوا إن اسلام محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) يختلف عن اسلام محمد بن عبد الوهاب، إذ أن الإسلام النبوي مفعم بالعواطف والمحبة بينما الإسلام الوهابي قائم على سفك الدماء والقتل والدمار.
وأوضح سماحته "إن إسلام النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) يؤكد على أن كل الذين نطقوا بالشهادتين أخوة متحابون فيما بينهم، إلا أن اسلام محمد بن عبد الوهاب يكفّر الجميع سوى الوهابيين، كما أن اسلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحث على مراعاة العدالة وابداء المحبة لغير المسلمين المسالمين، ولكن اسلام محمد بن عبد الوهاب يسبي بنات غير المسلمين وأطفالهم ويبيعهم في الأسواق كالعبيد، نحن آمنا بالإسلام المحمدي الأصيل وليس اسلامكم".
وأضاف "إن اسلامكم المزعوم ليس اسلاماً، حيث صرّح علماء أهل السنة والجماعة _ لحسن الحظ _ في المؤتمر المنعقد بالشيشان أخيراً أن الوهابية لا تمت بصلة إلى مذاهب أهل السنة والجماعة، ونحن بدورنا نقول أيضاً أن الوهابية ليست من مذهبنا؛ وعليه فإن الجميع متفق على أن الوهابية مذهب مختلق ولا يمت الى الإسلام بصلة.
وأردف سماحته في ختام كلمته قائلاً: إن مقدمات تزلزل الوهابية _ ولله الحمد _ في طور الاكتمال، والعالم بات يعي شيئاً فشيئاً أن الوهابيين خطرون للغاية.
