استقبل المرجع الديني آية الله العظمى مكارم الشيرازي حشداً من طلاب الحوزة في محافظات مشهد وطهران وارومية، وقد أبدى ترحيبه وتمنياته لهم بالتوفيق والنجاح في طلب العلم وتبليغ رسالات الله، مؤكداً على أن احدى معجزات النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) هي مسألة حثه على طلب العلم ودعم العلماء والمفكرين؛ وذلك لأن مبعثه اقترن بالعصر الجاهلي الذي كان يسوده الجهل.
وأضاف سماحته: ومع هذا، فإن نبي الإسلام الأكرم(صلى الله عليه وآله) وكتابه السماوي، أكدا على أهمية العلم ومكانته المرموقة خارج سياق النمط السائد.
وأشار المرجع الديني مكارم الشيرازي إلى جذور الحث على طلب العلم وقال: ترجع ينابيع الحث على طلب العلم إلى نبينا آدم، حيث ان الله تعالى علّمه بالأسماء، ولذلك(لعلمه) أمر الملائكة بالسجود له، فالامتياز التي استوجب سجود الملائكة لآدم عليه السلام هو علمه.
وتابع سماحته: إن أول آية نزلت على النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) كانت تدعو الى القراءة، مشدداً على أهمية الالتفات الى دفاع الاسلام عن العلم في العصر الجاهلي المظلم، معرباً عن تضمن القرآن لـ 70 آية تتعلق بالتفكر والتدبر لا يمكن المرور منها مرور الكرام.
حاكمية المال على العالم
وأردف آية الله العظمى الشيخ مكارم الشيرازي أن الإمام علي(عليه السلام)، أكد أيضاً على طلب العلم كثيراً، أنظروا إلى نهج البلاغة، فإنه مليء بهكذا روايات ترجح العلم على المال، في حين أن العالم المعاصر أضحى يرجح المال على العلم.
وتابع سماحته: إن المشكلة الاساسية التي يواجهها العالم اليوم هي أن جميع الشعوب تعمل لجمع المال ويظنون أن العلم أيضا يخدم المال.
البلاء الكبير الذي أصاب العالم المعاصر هو حاكمية الأموال غير المشروعة على العالم
وقال آية الله مكارم الشيرازي أن الاسلام حث على طلب العلم قبل 1400 سنة، ولكن للأسف فإن المال يحكم العالم اليوم، ورأينا في الأيام الماضية كيف أن السعودية هددت الأمين العام للأم المتحددة بقطع المساعدات المالية عن هذه المنظمة الدولية؛ بغية حذف اسمها من القائمة السوداء للدول التي تضطهد الاطفال في الحروب، وهذا ما حدث حيث أن الأمم تراجعت عن قرارها وحذف اسم السعودية من القائمة السوداء للدول التي تستهدف الأطفال.
وأردف المرجع الديني مكارم الشيرازي: اتضح هنا أن الأمين العام للأمم المتحدة أيضاً يتعاطى الرشوة، مشيراً في الوقت ذاته الى حذف اسم السعودية من قائمة الدول المشاركة في استهداف مركز التجارة العالمية في أمريكا، في أعقاب تهديد السعودية للولايات المتحدة الامريكية بسحب رؤوس أموالها من المصارف الامريكة لو أدرج اسمها ضمن هذه القائمة، مشدداً على أن الحروب وعمليات القتل التي يشهدها العالم اليوم هي نتيجة حاكمية المال على العالم، وإلا فإن حاكمية العلم لا تستتبع حدوث هكذا أحداث.
العالم اليوم بحاجة مضاعفة الى المعارف الاسلامية
وأشار سماحته في جانب آخر من حديثه إلى أن العالم اليوم بحاجة الى العلوم الإسلامية أكثر من أي وقت مضى، وذلك لأن في الماضي لم تكن الشبهات بهذا الحجم والتعقيد، حيث أن هذه الظروف تثقل من مسؤولية العلماء.