أشار سماحة المرجع الديني آية الله العظمى مكارم الشيرازي في بداية محاضرته اليومية في شهر رمضان لشرح أدعية الصحيفة السجادية، إلى مسألة ادراج وحذف التحالف السعودي من القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال، وقال: ما حصل مؤخراً يعدّ فضيحة كبيرة للأمين العام للأمم المتحدة، وهذا أمر فريد من نوعه أو نادر، ويعد ضربة قاسية لأولئك الذين يظنون أن هذه المنظمات ملجأ لمظلومي العالم، فالجميع شاهدوا كيف أضحى أعلى مسؤول في الأمم المتحدة دمية بيد البترودولار.
وأضاف: لقد وضعوا اسم السعودية في القائمة السوداء للدول التي تنتهك حقوق الأطفال، ومن ثم فجأة تغيرت الأمور وحذفوها من القائمة، فيما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنه لم يكن أمامه سوى فعل ذلك؛ لأن السعودية هددت بقطع مساعدات البترودولار.
وأوضح آية الله مكارم شيرازي: إن هذا القرار كان بمثابة زلزال ضرب عقائد السذج الذين كانوا يظنون أن المنظمات العالمية وبيانات حقوق الإنسان كفيلة بحلّ هكذا مشاكل، بل ان الأسوء من ذلك أن أمريكا أعلنت قبل فترة وبصراحة أن هناك وثيقة من 28 صفحة تكشف عن الدور السعودي في أحداث الحادي عشر من أيلول، وإنها ستنشرها قريباً، إلا أن السعودية هددت علانية أنها ستسحب رؤوس أموالها وأرصدتها من المصارف الأمريكية فيما لو حصل ذلك.
وتابع قائلاً: على حين غرة تغيرت الأمور واكتشف السياسيون الأمريكان أن السعودية لم يكن لها أي دور في الموضوع وإنها بريئة من ذلك بلا رجعة! إنّ هذا القرار وجّه صفعة للذين كانوا يقولون أنه علينا في يوم من الأيام أن نمدّ أيدي الصداقة لأمريكا ونثق بها.
وتسائل سماحته قائلاً: هل هذا العالم الذي يجعل بأموال البترودولار غير المشروعة، والتي هي من حق فقراء السعودية، وحشاً بحلة ملاك، هو مكان يبعث على الأمن والسلام؟ ومن هنا يجب أن نعلم أن السبيل الوحيد للوقوف بوجه عبدة البترودولار بدءً من الأمين العام للأمم المتحدة وصولاً إلى السياسيين الأمريكيين هو أن نكون أقوياء، كي لا يتمكن «عبدة الذهب» هؤلاء من «التسلط علينا»، وأعلموا أن الله سيكون معنا وعوناً لنا في هذه الحالة.
