هنّأ سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي في بداية درسه لبحث خارج الفقه الذي ألقاه في المسجد الأعظم بمدينة قم، جميع المسلمين والشيعة والمحبين، بذكرى تتويج الامام المهدي(عج)، معرباً عن ضرورة اجتناب الأفعال والممارسات التي تضرّ بوحدة المسلمين في مثل هذه الأيام.
وأضاف سماحته: إن البعض هنا وهناك قد يظن بأن التسمك بالولاية يعني اهانة مقدسات الآخرين، في حين أن هذا السلوك تصرف خاطئ.
وأردف سماحة المرجع الديني: صدرت في الآونة الأخيرة عن شيخ الازهر ـ الذي کان يؤکد على الوحدة والتقريب بين المسلمين ـ تصريحات حادة ضد الشيعة، إذ أن منشأ ردود الفعل هذه هو ما تبثه بعض القنوات التلفزيونية من اهانة الى مقدسات الآخرين.
وأشار آية الله العظمى ناصر مكارم الشيرازي إلى ان بعض القنوات الفضائية تسعى وراء اثارة الفتنة بين المسلمين، معرباً عن وجود قناة أو قناتين من القنوات الفضائية يحفزها الأجانب ويغذيها الأعداء تعكف على توجيه السب والاساءة إلى مقدسات الآخرين.
وأكد سماحته على أنه سيبعث رسالة جوابية استدلالية ومحكمة إلى شيخ الأزهر، يبين فيها أن هذه التصرفات المسيئة هي من نتاج اثارة الأعداء، وفي هذه الحالة يجب اعطاء الاولوية لتصريحات مراجع الدين وعدم الاهتمام بحوارات القنوات الفضائية المشبوعة والعميلة لهم.
وأضاف آية الله العظمى مكارم الشيرازي: إن مثل هذه التصرفات المسيئة أدت إلى انفعال شخصية تقريبية، ودفعته إلى أن يدلي بتصريحات حادة ضد الشيعة، إذ أن هذه التصرفات وردود الأفعال لها وقعها على الأمة وقد تشعل فتيل حرب طائفية مدمرة بين الشيعة والسنة، متسائلاً في الوقت ذاته عن التبريرات العقلية والشرعية التي تسمح بتوفير مقدمات الحرب التي لا تبقي ولا تذر؟
وأردف سماحته: لا يوجد مبرر يمنع من اقامة مجالس السرور والفرح إلا أنه يجب اجتناب الممارسات التي تبعث على الفرقة والحرب والدمار في هكذا مناسبات.
وتمنى سماحة المرجع الديني تمتين أواصر ارتباطنا مع الامام المهدي(عج)، وأن لا نتوالي في الدعاء لتعجيله، فالإصلاح المنشود في هذا العالم لا يتم إلا بظهور المنجي(عج).
وفي جانب آخر من کلمته أشار سماحته الى الوقفة الاحتجاجية التي نظمها علماء ومدرسي وطلاب الحوزة العلمية في قم بشأن ادانة المجزرة الأخيرة التي وقعت ضد المؤمنين الابرياء في نيجيريا مبيّناً، ان هذه الجريمة غير مسبوقة؛ وذلك لأن قوات الجيش النيجيري المدججة بالسلاح هاجمت الاهالي العزل وأردتهم بين قتيل وجريح.
وأشار سماحته إلى الأنباء التي تحدثت عن أن السعوديين والصهاينة هم من حفزا الجيش النيجري على ارتكاب هذه المجزرة، وأضاف: علينا ايصال نداء مظلومية المسلمين والشيعة في هذا البلد إلى العالم أجمع، ونظهر لهم بأن هؤلاء ليسوا لوحدهم.
