وصف المرجع الديني سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي في بداية درسه لخارج الفقه في المسجد الأعظم بقم، حادثة سقوط رافعة على حجاج بيت الله الحرام ـ التي أودت بحياة المئات منهم ما بين قتيل وجريح ـ بالمريرة، مقدماً التعازي بهذه المناسبة الأليمة.
وأضاف سماحته: إنّ هذه الحادثة تكشف عن عجز آل سعود في ادارة الحرمين الشريفين، منتدقاً عدم تدبير الحكام السعوديين، وأضاف: أي عقل سليم يقبل أن ترفع فوق المسجد الحرام، في مثل هذه الأيام التي يتوافد فيها ملايين الحجاج إلى بيت الله الحرام، رافعة عملاقة تتهاوى مع أول عاصفة وتسفر عن سقوط المئات ما بين قتيل وجريح.
وأشار آية الله العظمى مكارم الشيرازي إلى أن الجهات المشرفة على المقاولات وأعمال البناء العادية يضعون اللافتات إلى جانب الرافعات بغية تحذير المارة وعامة الناس من الأخطار المحتملة، مخاطباً السلطات السعودية: إنكم ترفعون العديد من الرافعات في موضع يتوافد اليه الملايين من الناس، وذلك من دون مراعاة قواعد الأمن والسلامة وتعرضون حياة الحجاج للخطر.
وتابع سماحته: كان من المفروض أن تسحبوا هذه الرافعات في هذا الشهر على أقل التقديرات، ثم تباشروا أعمال البناء والتوسعة بعد انتهاء موسم الحج، أي عقل هذا وأي ادارة هذه؟! إن المسجد الحرام حرم آمن، ويجب أن لا نشاهد مثل هذه الحوادث التي تسفر عن مقتل وجرح المئات من الحجاج.
وأشار آية الله العظمى مكارم الشيرازي الى الذرائع التي ساقتها السلطات السعودية حول هذه الحادثة، وأضاف: يزعمون أن العاصفة هي السبب في وقوع هذه الحادثة الألمية، ويتغافلون عن عدم اتخاذهم التدابير اللازمة وتجاهلهم لتوفير الآليات الكفلية التي تحول دون وقوع مثل هذه الحوادث، إن هذه الحادثة تكشف عن الجهل وسوء تدبير السلطات.
وأعرب سماحته عن انتقاده وأسفه لأعمال تشييد المباني والأبراج وناطحات السحاب بالقرب من المسجد الحرام التي تلقي بظلالها على هيبة وعظمة هذا المكان المقدس، وقال: أينما يوجد معلم ديني أو أثري، لا تسمح البلديات في تلك المناطق بتشييد بنايات يفوق ارتفاعها ارتفاع تلك المعالم، وذلك تأكيداً وتعزيزاً لأهميتها.
وأضاف سماحته مخاطباً السلطات السعودية: أي دراية تعتمدونها أنتم؟ إن المشكلة تكمن في تصرفات السلطات السعودية التي تتعامل مع هذه المعالم الشريفة وكأنها ملك صرف لهم تتصرف بها كيفما تشاء.
ودعا المرجع الديني آية الله العظمى مكارم الشيرازي علماء الإسلام وحكماء القوم من مختلف البلدان والمناطق الى التشاور والتباحث حول آلية هدم هذه الأبراج والعمارات، واستعادة مسجد الحرام لهيبته المعهودة من خلال سنّ قوانين لا تسمح بتشييد المباني التي يزيد ارتفاعها ولو بطابق واحد عن ارتفاع هذا المكان المقدس.
وأضاف سماحته: لدينا العديد من الأسئلة التي لا تستطيع السلطات الرد عنها، ومن واجب علماء الاسلام ان يتخذوا موقفاً حيال هذا الموضوع ويقدموا النصح ويحتجوا على هذه الاجراءات التي تتخذ بشان المسجد الحرام.
و ابتهل سماحته في نهاية كلمته إلى الله المتعال أن يمنّ على جميع المسلمين بمزيد من الوعي والمعرفة، ويمكّنهم من صيانة مجد الإسلام من التلف أو الإساءة بشكل واف ومتقن.
