بيان سماحته حول الإساءة إلى ساحة نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله)

بيان سماحته حول الإساءة إلى ساحة نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله)


الحقيقة هي أن الساسة الغربيين لا يفقهون المنطق السياسي، وإلا لما ورطوا أنفسهم بهذه السذاجة في نزاع مع العالم الإسلامي بسبب فئة قليلة، ولكفّوا عن المغامرات وركنوا للتفكير العقلاني.‌

إن العالم الإسلامي بات ساخطاً من إساءة الغربيين إلى النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، وموجات الكراهية والانزجار من الصحيفة الفرنسية التي تحظى بدعم الساسة الغربيين تعمّ مختلف أرجاء العالم.  

لقد بدأت مجريات هذه الأحداث عندما نفّذت خلية من التكفيريين ـ وهم صنيعة غربية ـ عملية ارهابية في فرنسا، وقد استنكرنا جميعاً هذه الجريمة بشدة، كما أكدنا على أن الإسلام يدين الارهاب والاغتيال من دون التمييز بين جماعة أو أخرى، إلا أن ساسة الدول الغربية بدلاً من تجفيف منابع الإرهاب والعمل على منع وصول  الدعم إلى زمرة داعش ـ ليتمّ القضاء عليهم في وقت قريب ـ استغلّوا هذه الورقة للخوض في غمار المغامرات، وتحوّلت القضية عندهم إلى منطلق لمواجهة العالم الإسلامي، والإساءة إلى النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، والتمادي في العناد، وطبع ونشر المزيد من أعداد هذه الصحيفة المسيئة تحت عنوان الدفاع عن حرية الرأي.

مع أننا نعلم أن أضعف درجات الإنسانية تتمثل في كفّ الأذى عن الآخرين، كما نعلم أن الإساءة الى نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) تمثّل خنجراً يغرز في قلب الأمة الإسلامية؛ هل طعن قلب المسلمين بالخنجر يعبّر عن حرية الرأي والبيان؟! كيف يسمح لنفسه من يمتلك أدنى مستوى من الإنسانية أن يَقدِمَ على مثل هذه الإساءة؟!

وحتى عندما نهى الباب الأعظم بقراره الشجاع عن هذه الإساءة ضربوا كلامه عرض الجدار وأعلنوا عن تماديهم في الاساءة الى النبي (صلى الله عليه وآله).

الحقيقة هي أن الساسة في الدول الغربية لا يفقهون المنطق السياسي، وإلا لما ورطوا أنفسهم بهذه السذاجة في نزاع مع العالم الإسلامي بسبب فئة قليلة، ولكفّوا عن المغامرات وركنوا للتفكير العقلاني.

إن هؤلاء الساسة يمثلون الامتداد الحقيقي للمغامرين الذين أشعلوا فتيل الحربين العالميتين الأولى والثانية، ودمّروا بلادهم وخلّفوا ورائهم عشرات الملايين من القتلى والجرحى والمعاقين.

إنهم مدعوون إلى التفكير قليلاً من أجل فهم معنى حرية الرأي بصورة صحيحة، والكفّ عن المغامرات الاستفزازية، وتقديم الاعتذار للعالم الإسلامي، وعدم جرّ العالم إلى الاضطراب وعدم الاستقرار.

والسلام على من اتبع الهدى

الوسوم :
captcha