عاشوراء شوكة في عين أعداء الإسلام

عاشوراء شوكة في عين أعداء الإسلام


إن عاشوراء تعمل من جهة على رصّ صفوف أتباع مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) بل صفوف جميع المسلمين، ومن جهة أخرى ترفد محبي عاشوراء بالعزيمة والشجاعة في مقارعة الظالمين.‌

 

بسم الله الرحمن الرحيم

إذا بحثنا في مختلف أنحاء العالم لا نجد واقعة مماثلة لواقعة عاشوراء في سعة شعاعها في أفق الزمان والمكان، وعلى الرغم من مرور الزمان الذي يسدل على الأحداث ستار النسيان إلا أن أبعادها تتسع مع مرور السنوات.

علاوة على ذلك، لا نجد حدثاً تاريخياً تمخّض عن مثل هذه النتائج العظيمة، إذ أن عاشوراء تعمل من جهة على رصّ صفوف أتباع مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) بل صفوف جميع المسلمين، ومن جهة أخرى ترفد محبي عاشوراء بالعزيمة والشجاعة في ميدان مقارعة الظالمين. وكذا هي واقعة تؤكد على تهذيب النفس والسمّو بالأخلاق والتوبة إلى الله تعالى والرجوع الى حضرته.

إن القرائن المتوفرة تشير إلى أن مراسم عزاء خامس أصحاب العباء(عليه السلام) في هذا العام ستقام بحرارة واهتمام مضاعفين. نأمل من المشاركين في مجالس العزاء، والخطباء، والرواديد المحترمين، أن يأخذوا النقاط الآتية بنظر الاعتبار:

1. اقامة مراسم العزاء بالطرق التقليدية جهد الإمكان ـ التي كانت ولا تزال تحظى برضا المعصومين(عليهم السلام) ـ والاحجام عن الأساليب المسيئة التي لا تليق بمكانة شهداء كربلاء.

2. تعزيز الوعي واستذكار أهداف ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) وأصحابه إلى جانب اقامة مراسم العزاء على شهداء كربلاء، وليشارك الخطباء والرواديد في تحقيق هذا الهدف.

3. على أصحاب العزاء والمواكب لا سيما الشباب أن لا يسمحوا لأحد باستغلال مجالس العزاء والمواكب لتحقيق مآرب سياسية أو حزبية، وتجنب كل ممارسة تبثّ الفرقة بين المسلمين أو تعطي الذرائع للأعداء، لا سيما ضرب الرؤوس بالسيف والممارسات التي تلحق أذى بالغاً بالجسد أو تلك التي تسيء إلى مقدسات الآخرين، إذ أنّ ثمن مثل هذه الممارسات باهض على عالم التشيع، والأعداء المتربصون بنا في كل مكان يستغلونها للإساءة إلينا.

إنني من صميم القلب أدعو للخطباء المحترمين، والرواديد الأعزاء، والمشاركين في مجالس العزاء ـ الذين يستلهمون من هذه الواقعة العظيمة أفضل الدروس المعنوية والأخلاقية ـ لا سيما الشباب منهم ـ الذين يشاركون في هذه المراسم بحرارة متميّزة ـ بالتوفيق والسداد، واعلموا أن عاشوراء شوكة في عين جميع أعداء الإسلام. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

ناصر مكارم الشيرازي

الوسوم :
captcha