الاستفتاء من سماحته حول دليل حرمة استعمال فيس بوك

الاستفتاء من سماحته حول دليل حرمة استعمال فيس بوك


خدمة فيس بوك تشبه مدينة فوضوية يمتلك فيها الجميع محلات، بدءاً من العلماء والنخب وصولاً الى السرّاق والفاسدين حيث يعرض في هذه المحلات ـ أحياناً ـ متطلبات الحياة الضرورية فيما تعرض في أحيان كثيرة، العديد من أدوات الافساد واقتراف الذنوب والانحرافات الأخلاقية. ‌

السؤال:

كتب جمع من الأخوة والأخوات في رسائل عديدة إلى سماحته: من دواعي امتنانا أن يبيّن سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دامت بركاته) دليل حرمة التسجيل في فيس بوك.

* * *

وجاء في جواب سماحته الآتي:

أعزتي! دليل الحرمة واضح، ألا وهو اشاعة الفساد ومختلف أنواع الذنوب من خلال هذه الشبكة الاجتماعية. لأن خدمة فيس بوك تشبه مدينة فوضوية يمتلك فيها الجميع محلات، بدءاً من العلماء والنخب وصولاً الى السرّاق والفاسدين والمحتالين حيث يعرض في هذه المحلات ـ أحياناً ـ متطلبات الحياة الضرورية فيما تعرض في أحيان كثيرة مختلف أدوات الافساد واقتراف الذنوب والانحرافات الأخلاقية، أضف إلى ذلك أنه متاح للجميع بغية بث الفرقة بين الأمم عبر أساليب منمقة وأطر خادعة.

وفي حال كانت الأبواب مشرعة للجميع للدخول الى هذه المدينة من الشباب والشيوخ غير الواعين وغيرهم، يا ترى هل يمكن لإمرء واع أن يسمح بهذا الأمر ويأذن للجميع بالدخول؟

ففي هذه المدينة الفوضوية حتى الجواسيس والمفسدين في الأرض يستطيعون أن يتبادلون المعلومات ويبذرون بذور المؤامرة من خلال بعض الرموز والاشارات. نحن نقول بضرورة الرقابة على المنشورات ووسائل الاعلام بشكل عام لمنع الفاسدين والمفسدين من تلويث المجتمع.

ومع ما تقدم ذكره كيف يمكن فسح المجال أمام استعمال فيس بوك من دون أي قيود؟ هل هناك حرية بلا قيود في العالم؟ إن بعض القيود الغربية لا تعالج مشكلة اطلاقاً، واستنساخ المشكلة لا تحل المشكلة.

نعم، اذا انحصر الدخول الى هذه المدينة بالعلماء والمثقفين الذين لهم معرفة جيدة بالزين والشين ويميزون الخير عن الشر، فحينئذ لا مانع في ذلك اذا كان الدخول من أجل البحوث الاجتماعية حصراً؛ حالها حال كتب الضلال التي يحرّم الفقهاء قراءتها على عموم الناس ولكن أفتوا بجواز قراءتها للباحثين في المجال الديني.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مكتب سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي (دامت بركاته)

 

الوسوم :
captcha