أشار سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي في محاضرة له بعد صلاة المغرب والعشاء في الصحن الجامع الرضوي بحضور حشود من زوار الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) إلى الذكرى السنوية لتهديم قبور أئمة البقيع(عليهم السلام) وقال: قبل حوالي 80 عاماً في الثامن من شهر شوال هدّمت الوهابية الجاهلة والتكفيرية قبور أئمة البقيع(عليهم السلام) وسوّتها بالأرض تماماً.
وأضاف سماحته: تحتفي الشيعة في كلّ عام في الثامن من شهر شوال بذكرى تلك الجناية العظمى معرباً عن عدم اختصاص هذه المناسبة الأليمة بالشيعة، إذ ينظر جميع المسلمون إلى هذا اليوم باجلال واحترام.
وبيّن سماحة المرجع معالم هذه الجناية الكبيرة التي ارتكبتها أيدي الوهابية الآثمة وأضاف: يصادف الثامن من الشوال تهديم قبور أبناء النبي الأكرم بيد جماعة جاهلة.
وأشار سماحته إلى مقطع «یا وجیهاً عند الله اشفع لنا عند الله» من دعاء التوسل وقال: إن هذا الدعاء من تجليات التوحيد الخالص إلا أن الوهابية الجاهلة والتكفيرة التي هدمت قبور أئمة البقيع لا تفهم من القرآن وسنة النبي(صلى الله عليه وآله) وروايات المعصومين(عليهم السلام) شيئاً، بل تفهم التوحيد بنحو معكوس تماماً.
وأكد آية الله العظمى مكارم الشيرازي على أن معرفة العلماء التكفيريين والوهابيين بالقرآن وسنة النبي الأكرم لا ترقى حتى إلى معرفة طالب عادي من أبناء مدرستنا، وقال: إن علماء الوهابية تحصر ما جاء في القرآن الكريم عن شفاعة النبي بحياة النبي فقط وتنفيها عنه بعد وفاته.
وأشار سماحته إلى آيات من القرآن الكريم تدل على أن الشهداء أحياء وأضاف: الوهابية التكفيرية تهين النبي(صلى الله عليه وآله) أكبر اهانة حيث أنها لا ترى للنبي مقاماً مماثلاً لمقام الشهيد.
وأضاف سماحة المرجع: ينبغي أن نسأل الذين لا يرون للنبي مقاماً مماثلاً لمقام الشهيد السؤال التالي: لماذا تقرؤون في الصلاة «اَلسَّلامُ عَلَیْكَ أیُّهَا النَّبِیُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ»؟
وأشار آية الله العظمى مكارم الشيرازي في معرض حديثه عن سلوكيات الوهابية إلى احدى ذكرياته في سفره لمكة المكرمة وقال: عندما تشرفت الى مكة والمدينة قبل سنوات شاهدت أنه مكتوب عند مرقد النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله): يجب الهدوء وعدم رفع الصوت، فبعد قراءة هذه الجملة ذهبت إلى لقاء احد علماء السنة وامام الجماعة في مسجد النبي(صلى الله عليه وآله) وقلت له: اذا كنتم ممن يقولون بعدم وعي النبي ـ نعوذ بالله ـ بعد الوفاة ولا ترون له مقاماً مماثلاً حتى لمقام الشهيد، اذاً لماذا كتبتم هذه الجملة عند قبره؟ فرد العالم وهو من الواعين قائلاً: هذا كلام الحمقى والجهلة؛ لأن النبي الأكرم كالشهداء له حياة برزخية ويسمع كلامنا تماماً.
الوهابية دمرت التاريخ الإسلامي
وقال سماحة المرجع ان جميع شعوب العالم تعتز بتراثها الثقافي، وأضاف: إن الوهابية دمرت التراث الثقافي للنبي وأهل بيته وهدمت آثاراً كثيرة لأصحاب النبي والاجلاء وعلماء المسلمين؛ إن الوهابية دمرت التاريخ الإسلامي الحي.
وأعرب آية الله العظمى مكارم الشيرازي عن ضرورة مسائلة الوهابية حول هذه الفجائع التي تعرض لها المسلمين وقال: إن التراث الإسلامي ليس ملكاً للأشخاص الذين تتواجد في مناطقهم معالم ذلك التراث وإنما هي ملك لجميع المسلمين، ولذا يجب أن يخضع كل قرار في هذا الخصوص الى مشورة جميع علماء الأمة الإسلامية.
ضرورة ادارة حرم أهل البيت تحت اشراف علماء المسلمين
وشدد سماحته على ضرورة تمثيل جميع الدول الإسلامية في إدارة حرم أهل البيت(عليهم السلام) وقال: إذا ما حدث هذا الأمر فإننا لن نشهد أحداثاً مماثلة لتهديم قبور أئمة البقيع(عليهم السلام) وغيرها مما يحسب من التراث الإسلامي.
واستنكر آية الله العظمى مكارم الشيرازي في جانب آخر من حديثه، عمليات القتل التي يتعرض لها الشعب السوري وقال: إن من هدم قبور اجلاء الاسلام هم أناس يفتقدون للفكر والثقافة الإنسانية ولا يستطيعون أن يتولو ادارة الحرمين الشريفين.
وأشار سماحته إلى عمليات اعادة بناء ضريح الإمامين العسكريين(عليهما السلام) في سامراء، وتمنى خطوة مماثلة لقبور الأئمة(عليهم السلام) في مكة والمدينة.
وفي معرض ذكرته لبعض التوجيهات الأخلاقية، أشار سماحة المرجع إلى رواية عن الإمام الصادق(عليه السلام) حول فضيلة سورة والعصر وقال: من يقرأ سورة والعصر في نوافله له عدة امتيازات منها أن الله يبعثه يوم القيامة، مشرقاً وجهه ضاحكاً سنة قريراً عينه حتى يدخل الجنة.