تطرق سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي، في اطار سلسلة محاضراته في مجال التفسير الموضوعي للقرآن الكريم في صحن الامام الخميني(ره) بحرم كريمة أهل البيت(عليهم السلام)، إلى أحداث مصر حيث قام بتحليل ودراسة الأوضاع هناك.
وقال سماحته: إن الأخبار التي تردنا من مصر مقلقة ونأمل من الفرقاء أن يجتمعوا إلى طاولة الحوار لايجاد حلول ناجعة تصبّ في مصلحة شعب مصر، وإلا فإن المستقبل سيكون محفوفاً بالمخاطر.
وعزى سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي عزل رئيس جمهورية مصر إلى تجاهله لمطالب الشعب، والتحالف مع السلفيين والتكفييرين المتطرفين، معرباً عن خشيته من انزلاق مصر البلد الإسلامي المهم إلى هاوية الاضطرابات والحرب الأهلية.
وأشار سماحته إلى أن مصر بلد يتمتع بحضارة عريقة ويعتبر من الدول الرائدة في العالم الإسلامي وأضاف: من المؤسف أن بلداً ذات حضارة ومكانة علمية مرموقة بلغ الحدّ الذي يواجه أزمة حتى على صعيد ادارة الحكم في البلاد.
وقال آية الله العظمى مكارم الشيرازي: إن الفوز بنسبة 51 بالمائة من أصوات الشعب في الانتخابات لا يعني تجاهل الشرائح المجتمعية الأخرى، وإنما على الحكومة أن تسعى لتلبية المطالب المشروعة والمعقولة للشعب بمختلف انتمائاته؛ إن الانحياز إلى المتطرفين لا ينتج إلا عن الذي شاهدتموه.
وأضاف سماحته: أقيم في مصر مجلس ضد الشيعة وقد ألقى رئيس الجمهورية كلمة في ذلك المجلس حيث كان من تداعياته مقتل الشيخ شحاته بالنحو المفجع الذي شاهدناه على يد جماعات متطرفة. إن الأقليات ومن ضمنهم أهل السنة موجودون في إيران، ومن المستحيل أن يتعرضوا لمثل هذه التجاوزات، ففي بلدنا يتمتعون بحقوقهم المذهبية وهم محل احترام الآخرين.
واعتبر سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي إن حلّ المشكلة القائمة يكمن في جلوس جميع أطراف النزاع إلى طاولة الحوار، وتلبية المطالب المعقولة والمنطقية التي تطرح من مختلف الأطراف، وتشكيل حكومة وفاق وطني، وإلا فإن المستقبل سيكون مجهولاً.
وقال سماحته في ختام كلمته: نسأل الله تعالى أن يكفي جميع الدول الإسلامية لا سيما دولة مصر، شرّ الأشرار، ويستأصل الأيادي التي تبثّ النفاق بين المسلمين.