ندین بشدّة انتهاک حرمة القرآن

أدان سماحة آیة الله العظمى الشیخ مکارم الشیرازی خلال درسه خارج الفقه فی مسجد أعظم بمدینة قم المقدّسة, أدان انتهاک حرمة القرآن من قبل القوات المحتلة فی أفغانستان.

وبیّن سماحته أن ما حدث فی أفغانستان هی فاجعة هزّت العالم الإسلامی, وقال: فی یوم العشرین من شهر شباط 2012 تم إحراق عدد من المصاحف الشریفة فی إحدى القواعد الأمیرکیة بأفغانستان.

وقال سماحته: حینما افتضح هذا التصرّف وانتشر خبره, حدثت ضجّة فی أفغانستان وقام الکثیر من الناس بالمظاهرات وهجموا على المراکز الأمیرکیة, وکانت المظاهرات کبیرة وواسعة, بحیث لم یتمکنوا من منعها إلاّ بقتل وجرح جمع من المتظاهرین.

وأکّد سماحة آیة الله العظمى الشیخ مکارم الشیرازی: مع ان رؤساء الدول الإسلامیة أدانوا هذا الانتهاک, لکننا لم نشهد الإدانة من العربیة السعودیة. فی حین ان الأمیرکان بما فیهم الرئیس الأمیرکی أبدوا اعتذارهم بعد أن رأوا تفاقم الأزمة واضطراب الأوضاع.

وأضاف سماحته: إن الناس فی أفغانستان یطالبون بمجازاة مرتکبی هذا الانتهاک. فالاعتذار لایکفی. لأن کل مسلم یعتبر حرق المصاحف الشریفة أسوأ من جریمة قتل أبیه, وهذه الجریمة لا تجبر بالاعتذار.

وأوضح سماحته: إن الأسوأ فی القضیة هی ان معاهدة کابیتولاسیون التی تم الاتفاق علیها فی ایران زمن حکومة الشاه واعترض علیها الإمام الخمینی (قدّس سرّه) بشدّة, قد ابتلی بها البلد الإسلامی أفغانستان. وهذه المعاهدة توجب عدم محاکمة الجنود الأمیرکان الذین یقترفون الجرائم فی المحاکم الأفغانیة, مما أدّى ذلک إلى أن یهبّ الشعب الأفغانی کلّه, مطالباً بصوت واحد بخروج الأجانب من أفغانستان, وهذا هو المطلوب.

وشدّد سماحته بقوله: إننا ندین بشدّة انتهاک حرمة القرآن, ویجب إدانة الدول الإسلامیة أیضاً التی سکتت على هذا الانتهاک لأنها لا ترید أن تعکر مزاج أسیادها الأمیرکان.

وأردف سماحته: إن ما نستنتجه من هذا الانتهاک هو أننا سنشهد مثل هذه الأزمات والمشاکل طالما یتواجد الأجانب, المعادین للإسلام ولمقدّسات الإسلام, فی البلاد الإسلامیة.

وأکّد سماحة آیة الله العظمى الشیخ مکارم الشیرازی بأن الجرائم التی ارتکبها المحتلّون فی العراق لم یشهد التاریخ نظیراً لها, ودعا الأمة الإسلامیة إلى الیقظة والحذر من الاستکبار العالمی, وقال: على المسلمین أن یبذلوا الهمم فی العمل على طرد المحتلّین من بلادهم.