قال سماحته: التجربة اثبتت بأننا نتمکن فی ظل مراسم عاشوراء أن نبعث الحیاة فی الأمّة الاسلامیّة لاسیما محبّى اهلالبیت علیهمالسلام، لانّ مراسم عاشوراء تخلق طاقة فعالة نتمکن من توظیفها فی مشاریع هام.
ثم افاد سماحته قائلاً: یجب على طلبة الحوزة العلمیة أن یشدّوا الرحال للتبلیغ فی العشرة الاولى من شهر محرم لأن الخصوم قد شنوا هجوماً فی میادین کثیرة على الاسلام والمسلمین، وحسب المعلومات التی وصلتنا أن النحلة الضالة البهائیة وکذلک جماعة من المسیحیین وغیرهم یعملون جاهدین فی تبلیغ عقائدهم وردّ بعض البسطاء عن عقیدتهم وذلک بدوافع سیاسیة ظناً منهم انهم یضربون بذلک الدین بالدین.
وقد صرح سماحته: ینبغی أن تکونوا على یقضة خصوصاً بین الشباب حیث یلزم التبلیغ بینهم فی جدیة اکثر لانهم یحملون بین جوانحهم قلوباً طاهرة فان التبلیغ بین هولاء مؤثر جداً فحاولوا أن تخاطبوا الشباب فی مجالسکم لکی لایقعوا فریسة لمصائد الاعداء. وکذلک فیما یخص مراسم عاشوراء یلزم أن لاتکتفوا باحداث کربلا بل اعملوا على ایضاح الجذور و النتائج؛ لأنه لکل حدث تاریخى جذور و نتائج وذلک لان اعداء الامام فی یوم عاشوراء کانت لهم جذور تمتدّ الى عصر جاهلیة العرب والى حروب قادها امثال ابیسفیان وابیجهل واذنابهم؛ فمن الضروری ایضاح ذلک الى الناس .
وکذلک قال سماحته مخاطباً المبلغین: ینبغی أن یکشف ما یقال على المنابر عن المظلومیة المقترنة بالعظمة لابالذل والهوان. بعض البسطاء الذین لایملکون من العلم الا قلیلاً وبعض الروادید من الذین لانصیب لهم من المعرفة الا القلیل ینقصون من شأن ومکانة هذه القضایا العظیمة فیمزجونها بامور تافهة وموهنة.
فی الفترة الاخیرة انحرفت بعض مجالس العزاء عن طریق الصواب حیث انهم اقتبسوا ایقاعات موسیقیة من الشعوب الکافرة وانشدوا اشعاراً على ضوءها فأخذ الشباب بتنفیذها فی مجالس العزاء! طبعاً الکثیر من الروادید الاعزاء حافظوا على الاسالیب الصحیحة الموروثة من ابائنا الکرام واصحاب الائمة وباشعارهم القیمة واصواتهم الحسنة زادوا
فی بهاء مجالس اباعبداللَّهعلیهالسلام.
ثم اضاف سماحته قائلاً: ان الامام الحسین اختار الشهادة لیحى الدین وتحیى العقائد الحقة والاخلاق الطیبة والاحکام الصحیحة فلاینبغی أن نبکی للحسینعلیهالسلام و نضع احکام الدین تحت اقدامنا - لاسمح اللَّه - ومن الحظ ان اقامة الصلاة یوم عاشورا اصبحت امراً سائداً وشاملاً فی السنوات الأخیرة؛ فعلیکم ایّها المبلغون أن تتحدثوا على المنابر بذلک لکی نشاهد انتشار برامج من هذا القبیل اکثر فاکثر؛ وایضا لایصح ان تستمر مجالس العزاء الى وقت متأخر من اللیل فیأتی المقیم للعزاء صلاة الصبح قضاءً.
ثم اضاف سماحته: على من یقیم المأتم أن یتحرز من الامور غیر اللائقة بشأن عزاء الحسینعلیهالسلام الموهنة له ولاسیما التطبیر لان التطبیر یؤدی الى ان یصوره الاعداء وتنشر فی جمیع انحاء العالم لافتعال اجواء معادیه للاسلام والمسلمین وقد اضرّ بنا هذا السلوک کثیراً الى الان، لاشک فى انه یجب ان تعظم الشعائر الدینیة ومجالس العزاء الحسینی فی اعلى المستویات ومع ذلک یجب الاحتراز عما یسىء الى الدین الحنیف ویشوّه وجهه فی العالم ویمنع عن تقدم الاسلام.
وقد نبّه سماحة آیةاللَّه العظمى مکارم الشیرازی على أن: بعض العلماء یقول أن لفیفاً من العلماء کانوا یبیحون التطبیر؛ ولکن من المؤکد ان هؤلاء العظماء لو کانوا فی هذا العصر لأفتوا بما یختلف عما افتوا به سابقاً! فان الظروف تختلف عما کانوا علیه فی ذلک الزمان، نحن نعیش فی ظروف نرى فیها باعیینا المردودات السلبیة لهذه الافعال.
ثم اضاف سماحته: ندعوا جمیع امتنا العزیز الى الوحدة ونحذر من استغلال مجالس ابیعبداللَّهعلیهالسلام من قبل الفیئات السیاسیة. إن مجالس ابیعبداللَّهعلیهالسلام حلقات للتواصل والتؤالف فیلزم أن توحد القلوب فیها؛ نعم مایکون سبباً لاعتزاز المسلمین والدفاع من کیانهم فیلزم القول به، وعلى ایة حال یجب أن تکون مجالس العزاء سبباً للوحدة والتوافق بجمیع معنى الکلمة.
وقد اضاف سماحته فی آخر کلامه »یجب على الخطباء الکرام الاعتماد على آیات الکتاب العزیز وروایات المعصومینعلیهمالسلام والمصادر التاریخیة المعتبرة؛ لان عدم استناد الخطابة الى هذه الامور والمفاهیم التعلیمیة لأئمة الدین یؤدی الى الخلل فیها. ثم قال سماحته مخاطباً فضلاء المنبر الحسینی: نبغی أن تکون خطبکم منتظمة و بادبیات معاصرة لکی تؤثر اثرها المطلوب فیتلقاها الناس بحفاوة اکثر، لأن الخطب المنتظمة تختلف کل الاختلاف عن
الخطب العشوانیة. والحاصل ان المجالس الحسینیة جامعة کبرى یجب ان ینتفع بها الجمیع من الشباب والشاب.
تقبل اللَّه عنکم وعن جمیع المؤمنین والمؤمنات واللَّه هوالموفق.
وحدة الانباء - مکتب آیةاللَّه العظمى ناصر مکارم الشیرازی