في أعقاب صدور قرار البرلمان الأوروبي ضد ايران عكف مركز بحوث حقوق الإنسان الإسلامي، وهو مركز يعمل تحت اشراف سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دامت بركاته)، على دراسة القرار بنحو مفصّل، وقدّم التوصيات الآتية إلى البرلمان الأوروبي:
نظراً إلى أن...
تقييم الأمور من زاوية واحدة آفة التحكيم؛
والازدواجية في التحكيم تجاه الدول والشعوب يعارض منطق العقل؛
ومن غير المسموح لأي دولة أو شعب أن يفرض ثقافته على الآخرين؛
وقرار البرلمان الأوروبي ضد ايران اعتمد على بيانات مزيفة وكاذبة؛
والقرار المذكور صدر انطلاقاً من النظرة الاستعلائية والاحتكارية ويهدف الى تحقير الآخرين؛
والكثير من بنود القرار هي مصداق بارز للتدخل في شؤون الدول المستقلة؛
وانتهاء عصر استعمار الشعوب ورفض توجيه التهديدات للآخرين بدون التنسيق مع المنظمات الدولية؛
والكثير من بنود القرار المشار اليه مبنية على أساس استغلال مسألة حقوق الإنسان لتحقيق مآرب ومنافع شخصية ضد دولة عظيمة تتمتع بارث حضاري لامع...
يعلن مركز حقوق الإنسان الإسلامي في مدينة قم الآتي:
1. إن البرلمان الأوروبي ـ لإبراء ساحته من التعامل الازدواجي مع القضايا ـ مطالب بإصدار حكم صريح على أوضاع حقوق الإنسان في أمريكا، وادانة التعذيب والضغوط غير الإنسانية التي مارستها أو مازالت تمارسها هذه الدولة في سجون مثل أبو غريب وغوانتانامو، وهكذا عليه أن يدين فرض العقوبات الأحادية على الدول.
2. يجب على البرلمان الأوروبي أن يدين عمليات التنصت التي تديرها أمريكا في مختلف بلدان العالم بما فيها عمليات التنصت على الشعب الأمريكي، وهو ما يصنّف في اطار التجسس العلني.
3. يجب على البرلمان الأوروبي أن يدين التهديدات العسكرية التي توجهها أمريكا والاتحاد الأوروبي الى الدول الأخرى والتي لا تحظى بموافقة المنظمات الدولية، باعتبارها تمرد فاضح في العلاقات الدولية.
4. على البرلمان الأوروبي أن يدين قتل الناس الأبرياء من خلال الطائرات بدون الطيار الأمريكية في باكستان والبلدان الأخرى.
5. على البرلمان الأوروبي أن يدين ما يحدث في سوريا من تقديم الدعم للارهابيين في قتالهم مع الدولة السورية المعترف بها وفق القانون الدولي، ويدعوا اطراف النزاع الى الكف عن عمليات القتل، واجراء انتخابات حرة يشارك فيها الشعب من دون قيود أو شروط تحت اشراف دولي.
6. في الوقت الذي يتعامل البرلمان الأوروبي مع النشاطات النووية السلمية في ايران بحذر شديد، عليه أن لا ينسى البرنامج النووي الاسرائيلي، بل عليه أن يلزمها بالتوقيع على المواثيق الدولية المتعلقة بحظر الاسلحة النووية، وتدين تمردّ اسرائيل عن التوقيع عليها بأشد العبارات.
7. على البرلمان الأوروبي أن يلزم اسرائيل بمراعاة القرارات الدولية التي صدرت حول الأراضي المحتلة، ولم تأخذ طريقها الى التنفيذ منذ سنوات.
8. على البرلمان الأوروبي أن يتخذ موقفاً صريحاً تجاه بناء المستوطنات الاسرائيلية في فلسطين، وغلق معبر رفح.
9. على البرلمان الأوروبي أن يدين بشدة التهديدات الاسرائيلية بتوجيه ضربة عسكرية الى المنشئات النووية السلمية في ايران، باعتبارها لا تتوافق مع أي من القوانين الدولية.
10. على البرلمان الأوروبي أن يدين تعامل أمريكا والاتحاد الأوروبي المنحاز الى اسرائيل باعتبارهما يقدمان دعماً غير مشروط الى هذا الكيان.
11. على البرلمان الأوروبي أن يشعر بالخجل، بسبب قلقه من عدم تطبيق حقوق الإنسان في ايران وغضّ النظر على بعض البلدان العربية التي تفتقد الى أبسط معايير الديمقراطية وحقوق البشر.
12. على البرلمان الأوروبي أن يشعر بالخجل البالغ ويقدم الاعتذار بسبب اثارة علامات استفهام حول الانتخابات الرئاسية الرائعة في ايران رغم المشاركة الفاعلة والواسعة من قبل جميع التيارات والاطراف، وعدم الطعن بالنتائج المعلنة من أي طرف، الأمر الذي قلّما شاهدناه في أوروبا وامريكا.
13. على البرلمان الأوروبي أن يتفهم موقف ايران من اعدام المتاجرين بالأفيون، وتتجنب الأحكام الجائرة، ويلتفت الى أن ايران تجاور أكبر دولة منتجة للأفيون في العالم حيث يهرّب من هناك الى أوروبا وامريكا، إلا أن ايران تتصدي للمهربين وتقدم التضحيات في هذا الطريق. يجب على الآخرين أن يشكروا ويثنوا على ايران لتضحياتها والشهداء الذين تقدمهم في هذا الطرق.
14. على البرلمان الأوروبي أن يفتح تحقيقاً في الاخبار الموثوقة التي تزعم أن الاحتلال الامريكي لافغانستان زاد من زراعة الأفيون الى عدة أضعاف، وتدين بشدة الأيدي التي أسهمت في ذلك.
15. على البرلمان الأوروبي بدلاً من ان يطالب ايران بالافراج عن المثليين، وهو من أقبح المخالفات في الثقافة الالهية في جميع البلدان الإسلامية، أن يدعوا أصدقائه الى الكف عن هذا الفعل القبيح وغير الإنساني.
16. على البرلمان الأوروبي أن يكف جداً عن تدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية الايرانية، ولا يطالب السلطات بضرورة لقاء السجناء وهو ما لم يطلبه البرلمان من الدول الأخرى.
17. على البرلمان الأوروبي أن يلوم نفسه؛ لأنه يطالب الاتحادي الأوروبي أن يضع موضوع حقوق الانسان لا سيما حقوق المرأة في سلّم أولوياته في التعامل مع ايران، لكنه في الوقت نفسه يصمت على تعاون الاتحاد الأوروبي وامريكا مع بعض الدول العربية المنتجة للنفط التي لا تحترم حقوق المرأة اطلاقاً حيث أنها لا تسمح حتى للنساء بقيادة السيارة، مع أن الجميع يعلمون أن شراء النفط بأسعار منخفضة من هذه الدول وتوريد أسلحة باهضة الثمن إليها هو السبب الرئيس في صمتها وتعاونها القبيح.
18. على البرلمان الأوروبي أن يقرّ بأن حقوق البشر تهمّ الدول الغربية مادام أنها لا تتعارض ومصالحها، بل ان التعاون مع الارهابيين لتحقيق المصالح الغربية غير المشروعة مباح.
19. على البرلمان الأوروبي أن تنصح الاتحاد الأوروبي وامريكا بغلق الملف النووي الايراني بلا رجعة حيث أن مرشد الثورة وجميع مراجع الدين يؤكدون على أن صناعة قنبلة نووية تتعارض مع مذهبنا وثقافتنا، كما ان المنظمات الدولية لم تشر في تقريراتها الى وجود أي نشاطات نووية غير سلمية في النشاط النووي الايراني، وعمليات التفتيش للمنشئات النووية جارية على قدم وساق. إن عدم غلق الملف النووي الايراني سيفضح أمام الجميع أن الموضوع مجرد ذريعة للانتقام من دولة مسالمة ليس إلا.
20. يجب على البرلمان الأوروبي أن يدين بشدة العقوبات الأحادية المفروضة على ايران والتي تشمل حتى الأدوية الحيوية، باعتبارها سلوك مناف لجميع الاصول الانسانية.
21. على البرلمان الأوروبي أن يدين بشدة تصرفات الاتحاد الأوروبي وامريكا في الموضوع الاوكراني؛ لأنهما يحرضان الشعب الاكرواني ضد روسيا مما استدعى ردة فعل قوية من الجانب الروسي، وأدى الى اندلاع مواجهة يجهل الجميع نهاياتها؛ ولم يكتفوا بذلك حيث أوقدوا نار حرب أخرى في فنزولا، وحرضوا بعض الاطراف على الحكومة الشرعية في فنزولا؛ على ما يبدو أن الغرب ينتفع من زعزعة الاستقرار واراقة الدماء في العالم، إن مثل هذه التصرفات الازدواجية تتلائم وحقوق الإنسان؟ على البرلمان الأوروبي أن يشعر بالخجل.
22. يطالب البرلمان الأوروبي ايران باطلاق سراح الصحفيين، وهو مع مراعاة القيم التي نتبناها تحصيل حاصل، إلا أن من يصرح في أوروبا حول بعض المسائل التاريخية التي تتعلق باسرائيل ابان الحرب العالمية، يحكم عليه بالسجن طبقاً للقانون! أليس من المطلوب ادانة هذه القوانين بشدة؟
* * *
إلا أننا نعلم أن البرلمان الأوروبي ليس بمستوى وموقع يرشحه لادانة او شجب هذه التصرفات كما أنه لا يمتلك الشجاعة والشهامة لذلك.
1393/01/25
مكتب سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دامت بركاته)
