تلقينا ببالغ الحزن والألم والقلق نبأ اقتحام السلفيين التكفيريين لمراسم احتفال ميلاد امام العصر(عج) في محافظة الجيزة بمصر التي أودت بحياة أربعة من شيعة المنطقة لا سيما العالم الجليل الشيخ حسن شحاته.
إن أكبر مشكلة يواجهها العالم الإسلامي اليوم، هي وجود السلفيين التكفيريين الذين يسيئون بأفعالهم الوحشية للإسلام وكرامة المسلمين، ويقدمون الإسلام الذي هو دين الرحمة والمحبة، بصورة عنيفة وقاسية ودموية.
للأسف ان مصر الحبيبة تواجه اليوم مؤامرة صهيونية يراد بها النيل من استقرارها وأمنها، وإن عدم التصدي لمثل هذه المؤامرة بأسلوب مناسب قد يؤدي إلى تدحرج الأزمة لتشمل المنطقة برمتها، هذا في الوقت الذي نرى ان أعمال العنف الطائفية تطال اليوم أتباع أهل البيت(عليهم السلام) بعد ما طالت في العامين المنصرمين أتباع الأقلية المسيحة في هذا البلد، بينما محبة أهل البيت(عليهم السلام) في مصر متجذرة وعميقة وأمثال هذه الأعمال الشنيعة لا تنسجم بأي شكل من الأشكال مع طبيعة الشعب المصري المتدين والشريف.
وتعود جذور هذه الأعمال الاجرامية إلى التصريحات الخطيرة والإعلام الطائفي الذي يتبناه الوهابيون التكفيريون ضد أتباع المذاهب الأخرى ويستبيحون من خلالها بكل بساطة دماء الآخرين، وللأسف فإن هذه التحركات اشتدت في الآونة الأخيرة، الأمر الذي يستطيع أن يؤدي إلى استمرار أعمال القتل بين أبناء الدين الواحد!
نحن ندين كما المنظمات الإسلامية والدولية في العالم هذه الأعمال الاجرامية غير المسبوقة، ونعلن عن استعداد الحوزات العلمية لإقامة أي شكل من أشكال الحوار العلمي مع علماء مصر في اطار التقريب بين المذاهب وتعزيز الوحدة الإسلامية، كما نشكر علماء الأزهر المحترمين وجميع الشخصيات التي استنكرت بشدة هذه الأفعال المفجعة، ونطالب جميع علماء الأمة الإسلامية بعدم الصمت تجاه هذه الأعمال الاجرامية واتخاذ ما يلزم، كما نطالب الحكومة المصرية بعدم التواني في محاكمة ومعاقبة مرتكبي هذه الفعلة النكراء. نسأل الله القدير المتعال أن يكفي الإسلام والمسلمين شرور هذه الزمرة.
ناصر مکارم الشيرازي
حوزة قم العلمية
17 شعبان المعظم 1434 هـ