بسم الله الرحمن الرحیم
لا شکّ أن الحکومة الإنجلیزیة هی العدو اللدود لنا, فلازلنا نتذکر تلک الخواطر المرّة عن التدخلات غیر الشرعیة لتلک الحکومة فی بلادنا, وکلنا نعلم جیّداً بأن هذه الحکومة قد شهرت مؤخّراً سیف العداء بوجه وطننا, ولم تکتفی بأن کانت السبّاقة وفی صدارة قائمة الذین حاکوا المقاطعة علینا, بل دعت الآخرین کی یحذوا حذوها, مع أنها واجهت الفشل والخیبة فی معظم مساعیها الخائبة الأخیرة.
کما نعلم أن الدول الاستکباریة تسعى إلى منع بلادنا وصدّها عن التطوّر العلمی, وإجبارنا على الاستسلام قبال مصالحها غیر المشروعة, علماً بأننا ـ ولله الحمد ـ قد وقفنا بشهامة أمام هذه المحاولات, وسنقف بشجاعة فی المستقبل أیضاً بتوفیق من الله تعالى.
لکن أحیاناً یقوم الشباب الأعزاء وباندفاع عاطفی إلى تجاوز القانون, فیعطون بذلک الذریعة بید العدو المتحیّن للفرص, مما یکلّفنا ذلک کثیراً, ومنها حادثة احتلال السفارة الأخیرة, حیث حاول العدو أن یعتبر هذه الحادثة جبراً للضربة التی لحقت به من مجلس الشورى, ونسأل الله تعالى أن یحرمهم من هذا التوفیق.
فی حدوث مثل هذه الحادثة نحتمل احتمالاً قویّاً أن یتنفّذ ویندسّ فی وسط الشباب الأغیار بعض الأشخاص فیقومون بأعمال تخریبیة وماشابه ذلک, مما یؤدّی إلى تکالب الدعایات والإعلام المعادی والمضاد علینا وعلى وطننا.
لذا أنصح جمیع الأعزّة, نصیحة أبویة, أن لایقوموا فی هذا المجال بأعمال تتجاوز القانون, وبلا إذن من قائد الثورة الکبیر, ومن مسؤولی الحکومة الکرام, فظروف المنطقة وأجوائها هی بصالحنا وبضرر الأعداء. فالأعداء, وبذرائع مختلفة, یحولوون تأزیم الأجواء والمنطقة علینا, فیجب علینا أن نکون حذرین جدّاً من أن لا نعطی الذریعة بأیدیهم.
نحن على أعتاب الانتخابات, وفی هذا الظرف الحسّاس نحن بحاجة إلى الهدوء والاستقرار الداخلی کی نستطیع جذب الکثیر من أبناء شعبنا إلى صنادیق الاقتراع إن شاء الله. وأنا شخصیاً, ومن باب واجبی الشرعی, وقبال الکثیر من الأسئلة التی توالت على مکتبنا, رأیت لزاماً علیَّ أیها الأعزّاء أن اُخاطبکم بصراحة. وأنتم ستقومون أیضاً بالامتثال إلى واجبکم الشرعی, إن شاء الله تعالى.
والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته.
