ینبغی تعزیز الثقافة الدینیة لدى شریحة الشباب

ینبغی تعزیز الثقافة الدینیة لدى شریحة الشباب


‌ ‌ أشار سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی (مدّ ظله العالی) لدى استقباله مدراء منظمة الشباب الوطنیة إلى أهمیة المسائل المتعقلة بشریحة الشباب، وأضاف: لا یکون الشباب فی مأمن من عوامل الضرر والخطر الا فی حال تمّ تعزیز الثقافة الدینیة لدى هذه الشریحة. ‌

وتابع سماحته: إن کافة المسائل المتعلقة بالشباب ذات أهمیة وتحتل مکانة متمیزة، وعلى المسؤولین أن لا یغفلوا عن ذلک.

إلى ذلک اعتبر المرجع الدینی الکبیر ان شریحة الشباب طاقة المجتمع الاساسیة، وهی سباقة على مستوى أصعدة کثیرة لا سیما الصعید العلمی، وذات فعالیة فی المسائل الإجتماعیة، وعلى استعداد متمیز لمواجهة الأعداء.

وشدد آیة الله مکارم الشیرازی خلال کلمته على أن شریحة الشباب هی ثروة عظیمة ینبغی الحفاظ علیها وحراستها، قال: نحن نعلم ان العدو یرکز فی مخططاته على هذه الشریحة، ویتمثل هدفه الاستراتیجی فی ابعاد الشباب عن المسائل الدینیة والمذهبیة.

وتابع سماحته: تتحقق أهداف الأعداء المنشودة عندما یتمکنون من التسلط على شریحة الشباب حیث بذلک یهیمنون على مصیر الشعوب.

وأشار المرجع الدینی الکبیر إلى ان الشباب یتمتع بصفاء قلبی، وهذا ما قد یعرضه لمخاطر کثیرة، وقد جاء الإشارة الى ذلک فی قول أمیر المؤمنین (علیه السلام) حیث قال: "وانما قلب الحدث کالأرض الخالیة ما ألقی فیها من شیء قبلته".

إلى ذلک أشار آیة الله مکارم الشیرازی إلى النسبة الکبیرة التی تمثلها شریحة الشباب فی المجتمع الإیرانی، وأضاف: تزید نسبة الشباب فی إیران نسب الشباب فی دول أخرى، وانطلاقاً من هذا الواقع یتوجب على المسؤولین أن یخططوا ویسندوا هذه الشریحة.

وتابع سماحته: ان الأیدی الفاسدة تحرک من قبل الأعداء ، وعلى المسؤولین إجراء دراسات احصائیة لمعرفة مکامن الخطر والسعی لمواجهتها.

وعرّج المرجع الدینی الکبیر على مؤلفاته المتعلقة بشریحة الشباب، وأضاف: منذ دخولی للحوزة کان الشباب یشغل حیزاً کبیراً من إهتمامی، و تخاطب عدد کبیر من کتاباتی الشباب وتهتم بشؤونهم فی العصر الراهن، وقد کان سعیی فی هذه السنوات منصباً على تعزیز اهتمام السلک الدینی بموضوعات الشباب.

وأشار آیة الله مکارم الشیرازی الى أهمیة وضرورة التنسیق المستمر بین المنظمات المعنیة بشؤون الشباب، وبین المراکز العلمیة والبحثیة فی البلد، وأضاف: إن ذلک یحول دون قیام برامج موازیة ومکررة.

وتابع سماحته: لدى البعض تصور خاطئ فیما یتعلق بشؤون الشباب حیث یرون ان الأسلوب المناسب للتعامل مع الشباب هو الإنصیاع لما یراه الشاب مناسباً لنفسه، فی حین تحتم علینا الثقافة الإسلامیة وتجارب الحیاة بتوجیه الشباب، والإنصیاع الأعمى هو من معالم الثقافة الغربیة.

إلى ذلک اعتبر المرجع الدینی الکبیر ان الموضوعات الشبابیة حساسة، وتتطلب بذل العنایة والإنتباه المتمیزین، وفی حال وقوع خطأ ما فی التعامل مع موضوع محدد، فینبغی الإسراع لإصلاحه، ولا یصح إهمال الخطأ.

واعتبر آیة الله مکارم الشیرازی التشدید فی التعامل مع الشباب أسلوب خاطئ، وأضاف: على المسؤولین العمل بتوصیات الشریعة، وفی حال عدم وجود مخالفة شرعیة فی الأمر ینبغی إبداء التسامح والتساهل. وتعمل الریاضة والنشاطات الترفیهیة للشباب على تعزیز النشاط والحیویة، وتعزیز روح الإعتداد بالذات لدیهم.

وشدد سماحته فی ختام کلمته على أهمیة الإنتباه للمسائل العاطفیة، مؤکداً: یؤثر التعامل الطیب والعاطفی فی الشباب، ویحظى بالقبول أحیاناً أکثر من تقدیم البرهان والأدلة.

الوسوم :
captcha