وقال سماحته مشدداً على أهمیة المواکب الدینیة : المواکب الدینیة هی المحییة لمذهب التشیع ، فلولاها لاندثر الاسلام ، خاصة فی الظروف الحرجة والعصور المظلمة کعصر الطاغوت المقبور ؛ ففی ظلّ هذه المواکب تتدعم أرکان العقیدة والأخلاق والأحکام والمسائل الدینیة لدى المجتمع .
وأضاف سماحته : اذا ما قامت هذه المواکب بدورها وتحملت مسؤولیاتها بصورة صحیحة سوف تتحول الى مدارس کبیرة لإحیاء الدین الاسلامی الحنیف ، وستحظى برضا الربّ واهتمام الامام صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشریف ) .
ولفت سماحته الى الدعایات الواسعة النطاق ضدّ الدین الاسلامی ومذهب التشیع تحدیداً وقال : إن لوجود هذه الهیئات فی الوقت الراهن أثراً إیجابیاً کبیراً ، کما أن مسؤولیاتها جسیمة .
الى ذلک اعتبر سماحته المهامّ الملقاة على عاتق هذه الهیئات هامّة ومقدسة قائلاً : اُدعوا الأطفال والشباب الى المواکب الدینیة وخاطبوا الأجیال المستقبلیة ، وأطلعوهم على المعنویات السائدة هناک ؛ لیتمکنوا من حمل رایة أهل البیت (ع) فی المستقبل .
ووصف سماحته تواجد الشریحة الشابة فی المواکب الدینیة بالتواجد المجدی والمفید وأضاف : إن مستقبل النظام والاسلام والمذهب رهن بتواجد تلک الشریحة من المجتمع فی المواکب الدینیة وحرصها على ضرورة مواصلة مسیرتها ؛ فمتى ما رأیتم الشباب قد ابتعدوا عن تلک الهیئات فعلیکم أن تستشعروا الخطر آنئذ .
وأکد سماحته على لزوم التخطیط الصائب للمواکب الدینیة وقال : لا بدّ من التشاور مع بعض فی موضوع التخطیط المستقبلی ؛ فلا یجب أن یکون المعیار هو الرأی الفردی .
ثم شدد سماحته على ضرورة الاشراف على القضایا المتصلة بالشعراء والرثاة قائلاً : الرثاة والمداحون هم خدمة الدین وهم البلابل المغردة فی الروضة الحسینیة الغنّاءة ، وهم أتباع دعبل والفرزدق والکمیت ، بل هم الذراع القوی للاسلام والتشیع ، ونحن نکنّ لهم کل الاحترام والتقدیر .
ونوّه سماحته الى سلبیات وآفات الشعر والرثاء وقال : لا بدّ للشعراء والمداحین الأعزة من الالتفات الى نقاط ثلاث : أولها لزوم النهوض بالمستوى الشعری الى ما یلیق بأهل البیت (ع) . وثانیها ضرورة تواؤم ألحان وأنغام الأشعار مع مجالس أهل البیت (ع) . وثالثها وجوب تحلی الرثاة بالأخلاق العالیة ؛ ذلک أن الشباب یتخذونهم قدوة لهم ویحذون حذوهم فی کثیر من الأمور .
ولفت سماحته الى ضرورة یقظة کافة المواکب الدینیة أمام اندساس المأجورین فی صفوفهم وقال : بعض الأفراد المندسین یتغلغلون الى أعماق المواکب الدینیة ویشرعون بممارسة الأعمال الباطلة لیوجّوهوا بذلک ضربة الى المذهب من الداخل .
وأخیراً قال سماحته : لا ینبغی على المواکب الدینیة الدخول فی القضایا الفئویة والحزبیة ، ولا یجب أن تشکل تلک المواکب منطلقاً لبعض الأحزاب والأجنحة السیاسیة .