لا ینبغی أن تشکل المواکب الدینیة منطلقاً لبعض الأحزاب

لا ینبغی أن تشکل المواکب الدینیة منطلقاً لبعض الأحزاب


استقبل سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی عدداً من مسؤولی المواکب والهیئات الدینیة فی مدینة قم المقدسة . ‌ وفی کلمة له بالمناسبة أشار سماحته الى حدیث للنبی الکریم (ص) حول مدى تأثیر حبّ الله وأهل البیت (ع) فی الدنیا والآخرة وقال : یجب على المواکب الدینیة أن تنجز الأعمال الملقاة على عاتقها بشکل جماعی ؛ إذ لا طائل من العمل الفردی .‌

وقال سماحته  مشدداً على أهمیة المواکب الدینیة : المواکب الدینیة هی المحییة لمذهب التشیع ، فلولاها لاندثر الاسلام ، خاصة فی الظروف الحرجة والعصور المظلمة کعصر الطاغوت المقبور ؛ ففی ظلّ هذه المواکب تتدعم أرکان العقیدة والأخلاق والأحکام والمسائل الدینیة لدى المجتمع .

وأضاف سماحته : اذا ما قامت هذه المواکب بدورها وتحملت مسؤولیاتها بصورة صحیحة سوف تتحول الى مدارس کبیرة لإحیاء الدین الاسلامی الحنیف ، وستحظى برضا الربّ واهتمام الامام صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشریف ) .

ولفت سماحته الى الدعایات الواسعة النطاق ضدّ الدین الاسلامی ومذهب التشیع تحدیداً وقال : إن لوجود هذه الهیئات فی الوقت الراهن أثراً  إیجابیاً  کبیراً ، کما أن مسؤولیاتها جسیمة .

الى ذلک اعتبر سماحته المهامّ الملقاة على عاتق هذه الهیئات هامّة ومقدسة قائلاً : اُدعوا الأطفال والشباب الى المواکب الدینیة وخاطبوا الأجیال المستقبلیة ، وأطلعوهم على المعنویات السائدة هناک ؛ لیتمکنوا من حمل رایة أهل البیت (ع) فی المستقبل .

 

 

ووصف سماحته تواجد الشریحة الشابة فی المواکب الدینیة بالتواجد المجدی والمفید وأضاف : إن مستقبل النظام والاسلام والمذهب رهن بتواجد تلک الشریحة من المجتمع فی المواکب الدینیة وحرصها على ضرورة مواصلة مسیرتها ؛ فمتى ما رأیتم الشباب قد ابتعدوا عن تلک الهیئات فعلیکم أن تستشعروا الخطر آنئذ .

وأکد سماحته على لزوم التخطیط الصائب للمواکب الدینیة وقال : لا بدّ من التشاور مع بعض فی موضوع التخطیط المستقبلی ؛ فلا یجب أن یکون المعیار هو الرأی الفردی .

ثم شدد سماحته على ضرورة الاشراف على القضایا المتصلة بالشعراء والرثاة قائلاً : الرثاة والمداحون هم خدمة الدین وهم البلابل المغردة فی الروضة الحسینیة الغنّاءة ، وهم أتباع دعبل والفرزدق والکمیت ، بل هم الذراع القوی للاسلام والتشیع ، ونحن نکنّ لهم کل الاحترام والتقدیر .

ونوّه سماحته الى سلبیات وآفات الشعر والرثاء وقال : لا بدّ للشعراء والمداحین الأعزة من الالتفات الى نقاط ثلاث : أولها لزوم النهوض بالمستوى الشعری الى ما یلیق بأهل البیت (ع) . وثانیها ضرورة تواؤم ألحان وأنغام الأشعار مع مجالس أهل البیت (ع) . وثالثها وجوب تحلی الرثاة بالأخلاق العالیة ؛ ذلک أن الشباب یتخذونهم قدوة لهم ویحذون حذوهم فی کثیر من الأمور .

ولفت سماحته الى ضرورة یقظة کافة المواکب الدینیة أمام اندساس المأجورین فی صفوفهم وقال : بعض الأفراد المندسین یتغلغلون الى أعماق المواکب الدینیة ویشرعون بممارسة الأعمال الباطلة لیوجّوهوا بذلک ضربة الى المذهب من الداخل .

وأخیراً قال سماحته : لا ینبغی على المواکب الدینیة الدخول فی القضایا الفئویة والحزبیة ، ولا یجب أن تشکل تلک المواکب منطلقاً لبعض الأحزاب والأجنحة السیاسیة .

 

الوسوم :
captcha