سماحته یستقبل أعضاء المجلس الاداری لنقابة المداحین والشعراء فی قم

سماحته یستقبل أعضاء المجلس الاداری لنقابة المداحین والشعراء فی قم


استقبل سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی أعضاء المجلس الاداری لنقابة المداحین والشعراء والرثاة فی مدینة قم ، وأعرب سماحته عن ارتیاحه من إبداء نقابة المداحین اهتماماً بالمواضیع الدینیة والسیاسیة والاجتماعیة وقال : لا بدّ لی من التنویه الى جملة من القضایا :‌

بدایة أقدم لکم الشکر الجزیل لقاء تنظیمکم لقضایا الرثاء والشعر والمدح من الناحیة الدینیة ؛ لکنّ هذا العمل کان ینبغی أن ینجز قبل هذا التاریخ إذ تحملنا خسائر جسیمة فی هذا الصدد ؛ کما کان یجب أن ینجز هذا المشروع برویّة وتأمل ومن دون استعجال .

وشدد سماحته على أن المشاکل تتناسب طردیاً مع أهمیة الشیء فکلما زادت أهمیته ازدادت مشاکله ، وأضاف : إن عاشوراء وفضائل أهل البینت (ع) أمر فی غایة الأهمیة ؛ لأن ثورتنا الاسلامیة ما کانت لتنتصر وتواصل تألقها لولا عاشوراء ، وهی التی أوثقت عرى الارتباط بین الأجیال المتعاقبة . بناء على ذلک ، بقدر ما للموضوع من أهمیة قد یترتب علیه مشاکل مهمة أیضاً . لذا یسعى الأعداء الى توجیه ضربة قویة لهذه القضایا عن هذا الطریق .

وتابع سماحته : أتصور أن الآفات والمشاکل التی تهدد هذا الموضوع یمکن تلخیصها فی عدّة نقاط مهمة هی :

1-   خطر الحملة الثقافیة الغربیة ، فأولئک یحاولون بشتى السبل فرض ثقافتهم علینا رغم اختلافها عن ثقافتنا . هم یعتقدون بلزوم توفیر کلّ شیء حتى للسلائق المنحرفة ، بینما تفرض علینا رسالتنا إصلاح السلائق وهدایة الأفکار . یجب أن نکون فی طلیعة المسیرة الثقافیة لنلبی المتطلبات الثقافیة للمجتمع ونقوده الى برّ الأمان وندعوه الى الصراط المستقیم ، لا أن نحقق الأغراض الخبیثة والسلائق المنحرفة . واذا ما سادت الثقافة الغربیة على أشعارنا ورثائنا فتلک هی المصییبة العظمى . یجب علینا أن نعمل على جعل جمیع الشعراء والمداحین یدرکون عمق الرسالة التی یضطلعون بحملها والأهداف المراد تحقیقها والعوامل التی تساعدنا على بلوغ تلک الأهداف .

2-   قلة الوعی الناتجة عن تدنّی المستوى الدراسی والثقافی لبعض المداحین ، مما یؤدی الى تقییم واقعة عاشوراء وثورة الامام الحسین (ع) والنظر الیها من أفکارهم الضیقة . فعلى سبیل المثال یخاطب أحد المداحین الامام الحسین (ع) قائلاً : "أنا واثق من عدم وجود أمنیة لدیک سوى تزویج علی الأکبر" وهذا یکشف عن مدى ضحالة فکر هذا الشاعر نفسه ؛ وبذا یتبین عمق الخطر الذی یتهدد هذه الشعیرة . وبغیة النجاة من هذا الوضع المأساوی یجب على ذوی الخبرة من المداحین المخضرمین تعلیم المبتدئین منهم والأخذ بأیدیهم للنهوض  بمستوى هذا الفنّ الرائع .

 

 

3-   اختراق العدو لنا ولو بعدة وسائط ، وهدفهم من ذلک حرف المداحین عن المسار الصحیح السائرین علیه والتقلیل من أهمیة ثورة الامام الحسین (ع) . إن الأشعار التی تصلنا الیوم من کل حدب وصوب مرعبة حقاً ؛ إذ إنها مستقاة من ایحاءات الأعداء فلا بدّ من الیقظة والحذر . فرغم أن الوسواس شیء مرفوض إلا أنه أمر جید هنا ، فینبغی متابعة الأمر بدقة لئلا یتمکن العدو من ترسیخ ایحاءاته .

4-   تغلغل الخرافات الى أعماق قضیة الرثاء ، فیُعتمد مثلاً على الأحلام والاشاعات لترسیخ فکرةٍ ما . فعلینا فی هذا الاطار خلق جوّ من التناغم والتآلف بین وسائل الاعلام الوطنیة وتنقیة تلک الشعائر من الخرافات التی طالتها .

5-   الخطر الخامس یکمن فی طریقة اقامة مجالس العزاء ، فتارة لا یتوجه نقد الى المجلس إلا الطریقة التی أقیم فیها من ناحیة عدم لیاقتها بشأن الائمة (ع) رغم عدم تضمنها للحرام . وذلک من قبیل التعری وخلع الملابس أثناء العزاء ، إن لم یکن أمام أعین النساء طبعاً وإلا تحول الى الحرام ، وبعض أنواع البکاء المصحوبة بأصوات غیر منطقیة ولا متداولة حیث لم نعهد ذلک من الأئمة (ع) . یجب أن یکون البکاء باحترام وأدب ، ولا بدّ لنا من المحافظة على هیبة وقدسیة مجالس العزاء المقامة على الامام الحسین (ع) .

وخیر وسیلة للتخلص من هذه الآفات والمشاکل التی تعترض مجالکم هی الرجوع الى کیفیة إقامة الأئمة (ع)  لمجالبس العزاء والحذو حذوهم . یجب وضع الید على الجرح والعثور على الدواء الناجع ، وهو ما لا یتحقق إلا عن طریق التخطیط والتوعیة والاعلام المدروس .

 

الوسوم :
captcha