أما الأساس الثانی فهو التعاون ، فالاسلام یدعو الى التعاون ، والضمان الاجتماعی أحد أنماط التعاون . علینا أن نتّحد لحلّ جمیع المشاکل ، فلربما لا یبتلى الانسان طیلة حیاته بمرضٍ ما ، إلا أنه بمشارکته بنظام التأمین الاجتماعی یتکفل بدفع جزءٍ من تکالیف علاج غیره . وهذا لون من ألوان التعاون ، قال تعالى : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة: 2] .
والأساس الثالث الذی یمثل روح نظام التأمین الاجتماعی هو قول الامام علیه السلام :" لیس منا من ترک دنیاه لآخرته ولا آخرته لدنیا " [وسائل الشیعة :17/ 76] .
ومن یشمله نظام التأمین الاجتماعی تسیر حیاته بشکل ٍطبیعیٍّ الى حدٍّ ما ، وهذا ما ینطبق علیه الأساس الثالث .
بناء على هذا ، نحن على یقین ٍبأن نظام التأمین الاجتماعی منسجم مع المبادیء الاسلامیة تماماً ، وکلّنا أمل فی أن یتعزّز هذا الرکن الدینی فی ظلّ الجمهوریة الاسلامیة .
وبالنظر الى المشاکل الموجودة قال سماحته : نحن ننتظر الیوم الذی یعمّ فیه نظام التأمین الاجتماعی کافة شرائح الشعب ولا یقتصر على نسبة 30-40 % فقط ، خاصة فی حالات العطل عن العمل والتقاعد ، یجب أن نسیر نحو تعمیم هذا المشروع الکبیر .
وتابع سماحته : معظم الأطباء لا یتعاملون مع نظام التأمین الاجتماعی لعدة أسباب ، منها ادعاؤهم أنهم یطلبون دائرة التأمین الاجتماعی مبالغ کبیرة تأبى عن تسدیدها لهم ، وربما کانت أطماع البعض وراء تلک القطیعة . یجب التفکیر بجلّ أساسی لهذا الموضوع ، ووضع برنامج مدروس لذلک ، ومعاقبة المتخلّف من الأطباء .
القضیة الأخرى المهمة : الاستثناءات الموجودة فی نظام التأمین الاجتماعی ، فمثلاً بعض أمراض العیون وعددمن أمراض الأسنان غیر مشمولة بنظام الضمان الصحی ؛ لذا یجب العمل على حذف هذه الاستثناءات . العملیات الجراحیة التجمیلیة بمعزلٍ عن کلامنا ، لکنّ الأسنان والعیون من ضروریات الحیاة فیجب أن یشملها التأمین الاجتماعی.