وفیما أشار الى وجود عدد کبیر من الآیات القرآنیة والروایات الواردة عن أئمة أهل البیت (ع) ، طالب کافة المسؤولین بمراعاة حدّ الاعتدال وأضاف قائلاً : یبتلى الجهلة بالافراط أو التفریط ، وأبرز مثال على ذلک الأفراد الجهلة الذین اعتبروا أمیر المؤمنین الامام علی (ع) رباً لهم وفی المقابل أولئک الذین ذهبوا الى کفره .
وتابع سماحته مشیراً الى اتهام بابا الفاتیکان للاسلام وقال : خلافاً للتهم التی یحاول بعض الجهلة وغیر الملمین بتعالیم الدین الاسلامی المبین إلصاقها بالمسلمین فان المسلم ذا الایمان الکامل هو من یکون فی غایة الأدب والمنطق فی الآداب الاجتماعیة وقمة الأخلاق فی تعامله مع الناس ، وکذلک من یکون قلبه مفعماً بالحب ، والبشر بادٍ فی محیاه .
وأضاف سماحته : الأعداء یتهموننا بالعنف ، ولا یهدفون من ذلک إلا الى إطلاق حرب نفسیة وسلب عنصر المقاومة والصمود بوجه الظلمة من المسلمین ؛ ذلک أنهم لم یجدوا بداً من القیام بهذه الدسائس بفعل صمود المسلمین فی لبنان والعراق .
وإذ عرّف آیة الله العظمى مکارم الشیرازی الجهاد ﺑ " السعی من أجل البقاء " وصف جمیع مخلوقات الباری جلّ وعلا وأعضاء بدن الانسان کذلک فی حالة جهاد مستمر ، وذکر لذلک مثالاً قائلاً : طبقاً لرأی العلماء تحارب کریات الدم البیض المیکروبات الوافدة الى الجسم ، إن لم تقم هذه الکریات بالجهاد والدفاع عن بدن الانسان لأصیب بمختلف الأوبئة . أیعتبر السعی من أجل البقاء عنفاً ؟
وأخذ سماحته بنظر الاعتبار حدیثاً لمولى المتقین أمیر المؤمنین علی (ع) حول أهمیة الأدب مشدداً على ضرورة مواجهة الأعداء بالدلیل والمنطق .
وفی جانب آخر من کلامه ، اعتبر سماحته عدم الاهتمام بالمسائل المعنویة وغفلة البشر یسببان ابتعاد الانسان عن الله عز وجل ، ونوه الى قدر ومنزلة شهر رمضان المبارک وقال : بغیة المساهمة فی ضیافة بهذا الحجم الکبیر یجب الاستعداد لها قبل موعد حلولها . وختاماً طالب سماحته المسؤولین برعایة الاحترام والأدب ، وخدمة الشعب ، وعدم التقاعس عن أداء واجباتهم بشکلها الأمثل .